الوضع الخيري وعلة المجتمع

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد العزيز أحمد حلا[/COLOR][/ALIGN]

رغم أن العديد من الباحثين فى أمور المجتمعات المهزوزة تطاولوا النقاشات للحلول المثلى إلا أن خيط التناقض يبرز فى المقدمة والسبب أن هذه الحلول لم تكن جذرية ونقصها فى الأشخاص قبل الأشياء لقد اقحمنى احد فروع وزارة الشؤون الاجتماعية فى المدينة المنورة وطلب منى ترشيح نفسي بطريقة أو أخرى وعند التصويت وليتهم لم يدعونني لحضور هذه المهزلة حتى لاأضعهم فى صورة التقصير المتعمد والمهم هو فى خيوط هذه القضية الأساسية للفت النظر العام حيث ارتكز هذا الترشيح أو الانتخاب كما يصفونه فى نقطتين هامتين الأولى أن المعد والمصمم والمنفذ هو رجل غير سعودي والثانية أنهم قالوا لابد أن ترشحوا أشخاصا لايقل عددهم عن تسعة ونحن الموجودين فى الترشيح تسعة وجاء العدد الذي رشحني خمسة فكيف تفسر هذه العملية هل أن الاشخاش الذين يرغبونهم لم يحضروا أو أن الذين حضروا تم ترشيحهم ترشيحا خالصا على كل أقسم أنني لم أرشح نفسي ولم أرغب فى ذلك وإنما دعيت من شخص مقرب لهم ولم أكن اعلم أنى سأكون كبش فداء أرشح غير فقط وهي غلطة لن تتكرر إن شاء الله وسأبتعد عن هذا المحيط الغير نزيه.
هذا النموذج المسيطر على العمل الخيري إن لم يتم تطهيره من الجذور فسيقضي على الهيكل الخيري العام وسوف تضيع جميع المجهودات الخيرية التى يسعى إليها من هداهم الله إلى أعمال الخير فى جميع المجالات،وقبل أن انتقل إلى مشهد القضايا الاجتماعية التي اخترتها كي تكون نموذجا لأشباه هذا السلوك أقول لمن ولاه الله أمر هذه الشرذمة أن يتقي الله وان يجعل الترشيح لمن يتناول الأمور الخيرية حتى ولو كانت بالمجان ترشيحا عاما وغير مغلق على عناصر معلومة مسبقا لا كهذا الضحك الصارخ على ذقون الآخرين إن كل ريال يدفعه المتبرع لوجوه الخير ويذهب إلى منحى آخر ستسأل عنه أنت أيها المسؤول حتى ولو كنت فى الأدنى من المسؤولية فاللهم اشهد فانى قد بلغت .
هناك من الآراء التى تخلط الريع الخيري بتوزيع الحصص على المحتاجين رغم أن هذا الإجراء يقف حاجزا أمام النمو ويساعد على الكساد وكلنا يعلم قصة الفأس الذى أعطى للفقير بدلا من النقود ليحتطب به ويجرى المال بين يديه في العديد من الأحوال بغض النظر عن الأمور الاستثنائية كالمريض والأرملة والأطفال وبغض النظر أيضا عن طغيان شريحة على اخرى وان كان الحساب وارد في مصادر الريع،وهنا نطالب المسئولين أن تكون دقة الاختيار في من يتولون إدارة الهيكل الخيري وخاصة المالية من خيرة الناس وان يُقضى تماما على المحسوبية والوجاهة والواسطة لأننا نريد إصلاح أجيال هم الأساس فى توجيه الأمة وان نعين الدولة كي تتفرغ بإلتزاماتها الضرورية فالحمل ثقيل إن لم نشاطرها المسؤولية جنبا إلى جنب .
قد لايقتصر العمل الخيري على التبرعات من هنا وهناك بل يكمن فى بعض أجزاء الميزانيات المتتالية كإنشاء مصانع ينمو الريع الخيري فيها وتنقسم المصلحة إلى نصفين الأول سد الفاقة للشرائح العاملة والثاني تنامي الريع ليتسع بالتدريج للعديد من العاملين المستفيدين وهذه الأعمال الناتجة من الميزانيات هي أفضل وارقى عمل خيري بالمطلق لأن المستفيد لايبحث عن مكسب خيالي وإنما مكسبه الوحيد هو النهوض بالأمة والدولة إلى الحياة الكريمة ومع هذا فنحن كمجتمع لانزال نعاني من سوء الإدراك
المدينة المنورة : ص.ب: 2949

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *