[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

قرأت مؤخرا الكتاب الأخير للأديب الراحل غازي القصيبي (الوزير المرافق) والذي طبع بعد وفاته بفترة وجيزة.
ما قادني لقراءة الكتاب هو اسم غازي المؤلف الذي اعتدت منه المتعة بالرغم من تخوفي المفرط وحساسيتي المتعبة اتجاه كتب السيرة والتي تأتي في الكثير من الأحيان محملة بما يجلب الصداع دون مبرر. ولكني منذ الوهلة الأولى من وقوع الكتاب بين يدي وجدت الصفحات تُطوى الواحدة تلوى الأخرى مع فيض من السرد الخفيف البعيد عن الإسهاب الممل وكأن خبرة الراحل قد لعبت دورا مهما وهو صاحب الباع الطويل في التأليف ومعرفة مكامن القوة والضعف لدى المؤلف المتمرس.
بين دفتي الكتاب يتنقل غازي القصيبي بين مراحل وسنوات قضاها مرافقا لعدد من الشخصيات المهمة التي زارت المملكة أو التي رافقها أثناء زيارته هو للعديد من البلدان.
شخصيات نعرفها جيدا من خلال متابعتنا لنشاطاتهم الرسمية ولكن المدهش في الحديث الذي نقله لنا الأديب الراحل هو الجانب الغامض والبعيد عن المشهد.. فلقد تنقل بنا خلف الكواليس الغير مرئية، وطاف معنا في رحلة تغيرت معها المفاهيم حول معتقداتنا السابقة عن تلك الشخصيات.
ما تطرق له الوزير المرافق في الكتاب من مواقف ومقابلات وأسرار جديرة بالاهتمام فهو ينقل لنا مشاهدات ظلت حبيسة الذاكرة طوال فترات متباعدة اختصر فيها حياة الكثير من الملوك والأمراء والرؤساء الذين قابلهم خلال تنقله كوزير في الدولة.
بين طيات الكتاب سيكتشف القارئ الوجه غير المتكلف لشخصية بحجم الوزير المرافق، فهو يتحدث عن المواقف بشكل مبسط سهل دون تعقيدات.. المذهل هو سعي الراحل وحرصه على مرافقة بعض الشخصيات للوقوف بنفسه على الحقيقة المغيبة خلف ما سمع وقيل عن تلك الوجوه واعترافه بذلك دون خجل وتعالي وهذه النقطة من وجهة نظري تحسب للراحل فهي شجاعة قل من يتصف بها.
سأترك لكم الحكم على الكتاب ومعرفة الشخصيات التي تجولت معها بين صفحاته، فهو بحق كتاب يستحق الجلوس إليه.. ولا أخفيكم أنها من أسرع الكتب التي انتهيت منها في زمن قصير دون ملل وكعادته لم يخيب ظني هذا الرجل من خلال ما قرأت له.. رحم الله الوزير المرافق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *