الوزير الشاب أحمد جمجوم

• مشعل الحارثي

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]

وانأ اقلب أوراقي القديمة وما تناثر منها هنا وهناك وقعت عيني بالصدفة على رباعية شعرية نشرت قبل أكثر من خمسين عاماً للشاعر المبدع طاهر زمخشري رحمه الله التي يبارك فيها لمعالي الأستاذ أحمد صلاح جمجوم توليه وزارة التجارة والمعنونه بالوزير الشاب موضحاً بها جوانب مما يمتاز به معاليه من دأب وجد وعمل حتى نال أعلى المناصب نظير كفاءته وحرصه على العلم والمعرفة وكذلك ما ينتظره الناس منه في عمله الجديد من تنظيمات وتحسينات ترتقي بهذه الوزارة الحيوية في حياة المجتمع حيث يقول في هذه الأبيات :
لبست بجد سعيك خير ثوب
توشى من شبابك بالنضارة
ورحت به إلى العليا تسعى
فجاءتك الليالي بالوزارة
فصافحتها فأنت لها كفاء
يزيد شاؤها السامي جسارة
لتصبح للـبلاد نمير خير
نصافح في مرابعنا ثماره
وبعد قراءتي لتلك الأبيات وتأملها بعمق أدركت كم هي فعلاً قصيرة أعمارنا وكم نلهت ونسعى في هذه الحياة بلا كلل ولا ملل لنجد أنفسنا في آخر المطاف وجهاً لوجه أمام هذه الحقيقة والنهاية التي لا مفر منها ولا مهرب (الموت) الذي دائماً ما ينزع منا الأهل والأقارب ويفرق الأصدقاء والأحباب, هذه الحقيقة التي تتكسر أمامها مجاديف الحياة وهالات السعادة إلا من رحمه الله وأنار له الطريق ليجمع بين الدنيا والدين بعقل وحكمة وتوازن تام دونما إفراط أو تفريط .
لقد أدرك فقيدنا معالي الشيخ أحمد جمجوم هذه الحقيقة منذ صباه فأخذ يعد عدته ليوم الرحيل ويبذر الخير والعمل الطيب كلما وجد إلى ذلك سبيلا فهذه أعماله الخيرية واهتمامه بالقرآن وتعليمه وبشؤون إصلاح ذات البين وما يتصف به من سماحة وطيب خلق وما يتحدث به الناس عنه من مناقب ومآثر خير دليل على صلاحه وتقواه وهو ما نؤمله له ونتمناه من رب الرحمة والمغفرة .
ولعلي هنا اذكر له رحمه الله موقفاً شهدته عن قرب عندما أساء التصرف أحد العاملين الأجانب في مؤسسة إعلانية لأحد أبنائه وكانت النتيجة تكبد المؤسسة خسائر كبيرة فطالبه الجميع بإبعاد هذا الرجل من البلاد وهو على كفالة المؤسسة فسأل هل لديه عائلة وأولاد فقالوا نعم فقال : إذاً اسحبوا منه الصلاحيات المالية واتركوه وشأنه وليتولاه ويتولانا رب العالمين وهذا نموذج وصورة من تسامح وأخلاق فقيدنا واستأذنا الجليل أحمد صلاح جمجوم رحمه الله واسكنه فسيح الجنان وكتب الله لنا ولكم الأجر والعافية.. وهذا علمي والسلام .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *