[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمود الكاتب[/COLOR][/ALIGN]

نحمد الله العلي القدير كثيراً، أن توقفت الهجمات البربرية للكيان الصهيوني على قطاع غزه الحبيب وإذا كنا نترحم على شهدائنا الأبرار، ونرجو الشفاء العاجل لكل الجرحى، يجب أن ندرك ونحن نحتفل بهذا النصر ونعمل على تضميد الجراح لصفحة مشرفة من التحدي وتحمل الألم، أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فالحرب كما يدرك الجميع مازالت لها فصول كثيرة، ونصرنا الحقيقي والأهم يكمن في وحدتنا وتجميع راياتنا تحت راية واحدة ألا وهي أم الرايات، علم فلسطين……
فالقادم أصعب بكثير من كل معاركنا مع إسرائيل، فتصدينا لعدوانها الجديد ونجاحنا في إخضاعه أن جاز التعبير لشروط المقاومة وإن كان رائعاً كما تعودنا من شعبنا العظيم إلا أن هناك خطوة وطنية إستراتيجية ملحة، تتطلب من كل فئات وأحزاب الوطن أن تقدم عليها وبالصلابة والسرعة الممكنة من خلال الوقوف خلف توجهات الأخ الرئيس أبو مازن وقيادة منظمة التحرير وهما يخوضان معركة الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة، لنمتلك بهذا الانجاز الصوت العالي وإن كانت الخطوة لا تلبي بالطبع طموحنا الكامل، إلا أنها خطوة تمكنا من الاشتراك بالكثير من المحافل الدولية وتجعل لدينا المقدرة على جر الاحتلال للحساب والعقاب أمام العالم…
نعم يا أبناء شعبي لقد حان وقت تجسيد الوحدة الوطنية على الأرض، لنذهب لآخر العالم ونحن أقوياء ثابتين على القواسم المشتركة وبحكومة واحدة وراية واحدة، فالحرب التي سماها عدونا \”عمود السحاب\” استهدفت قبل الاغتيالات وتدمير المباني والبنية التحية للمقاومة، تدمير جزء من أحلامنا في أن نكون عضوا بالأمم المتحدة….
ونتائج هذه الحرب يجب أن تكون حافزاً قوياً لإتمام وحدة شطري الوطن، فما أروع المشهد ليلة وقف اطلاق النار وتلك المظاهرات والمسيرات، حين شوهدت الحشود الموحدة برام الله من مختلف الفصائل الوطنية وهي ترفع راية فلسطين، راية النصر…
فلنسارع نحو الوحدة، فما احترم العالم بيوم شعب يكره الأخ فيه اخاه وينعته بأبشع الصفات، فلنذهب للنصر الحقيقي مباشرة، ولنقتنص هذا التناغم بين قوة السياسة وقوة المقاومة، لنكون وحدة الهدف من جديد، ولتكن الخطوة الوحدوية الجريئة للأسرى في سجون الاحتلال حافزا مشجعا لقيادتنا لاستكمال فصول اتفاق الوحدة على الأرض، فالأسرى وكعادتهم النبيلة كانوا أكرم وأجرئ منا، وكيف لا؟! فتلك هي صفاتهم على مر السنين، وهم السباقون على الدوام في أخذ الدور الوطني الأول، حين عبروا في بيانهم عن دعمهم وتأييدهم للقيادة في توجهها للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بدولتنا وتثبيت حقوقنا…..
نعم يا أبناء شعبي…… نحن بأمس الحاجة الآن وليس غداً للقواسم الوطنية المشتركة تجاه كل قضايانا وأهمها وضعنا الداخلي لان بنجاحنا هذا سنكون قادرين على تحدي قوة الطغيان الصهيونية، فيد الله مع الجماعة، وبوحدتنا فقط تستمد السلطة الوطنية الفلسطينية قوتها وصلابة مواقفها أمام كل العالم وتجعلها قادرة على تحدي كل العقبات والضغوطات التي تتعرض لها من أطراف دولية وعربية للأسف لمنعها من الذهاب في 29 نوفمبر الحالي للأمم المتحدة……
قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:102-103]
فهل يستمع عقلاء الوطن لصوت العقل وصوت الوحدة ونرى عما قريب سحابة الوحدة في طريقها لربوعنا؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *