الوثيقة الملعونة في الأمور الموزونة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

ادعى الشيخ عبدالرحمن البراك أستاذ الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً في موقعه الإلكتروني الرسمي ، قرار وزارة العمل بعمل المرأة في المحال المخصصة لبيع الملابس الداخلية للنساء ما أسماها بالوثيقة الملعونة ، موضحاً أن القرار منبثق من الغرب وانه يترتب عليه فساد وفجور من اختلاط وغيره ، وأن على المرأة المكوث في بيتها.
أيها الشيخ كيف تتكهن ولم يحدث شيء حتى الآن ، أليسَّ لديك ثقة بالمجتمع وبالمرأة خصوص ، ألست من خرجتَ من الطلبة معلمين وباحثين اليوم ، وكنت محيطا بجزء من المجتمع ولا زلت؟.أليس لديك علّم بسيدات خريجات من جامعات على مستوى يعملن حارسات في مجمعات وأسواق نسائية وغيرها براتبٍ لا يتجاوز ألفي ريال وأنتَ تقاعدك بالآلاف؟، أليسّ لديكَ علم بأرامل لا شهادةَ لهن ولا صنعة يبحثن عن عملٍ ولا يجدنه؟ ، يا من تهاجم المرأة وأنت خرجت سليم الجسم معافى من رحمِها وتريدها اليوم سجينة أفكارك العجيبة تجوع وتمد يدها للمارة والمكوث على أرصفة المنازل.أيرضيك أيها الشيخ أن البائع يعرف التفاصيل والقياسات الداخلية لدى المرأة ؟، أليس هذا في الشرع فيه شك بل قد يكون مكروها؟، عجيب أمرك فيهِ من التناقض، حيث تقف عقبة في نجاح المرأة المسلمة والسعودية خصوص.أليس لديكَ علّم أن هناك من النساء السعوديات عالمات وباحثات خدمنَ المجتمع والنساء خصوصا؟ ، لو أنهن التفتن لفتواك لأصبح المجتمع في نقصانٍ من الخبرةِ والكفاءة، ليس كل شيء الرجل يعرفه ويدركه فالعقل والتركيبة واحدة بينهما ، لو بحثت جيداً في نصوص القرآن الكريم لأدركت ذلك فالمسألة تحتاج إلى بحثٍ دقيقٍ خاصةً في آيات البيع والشراء.
أيها الشيخ إن كاتب هذه السطور البسيطة لا ينتقد شخصكَ الكريم بل أفكارك المتكررة ضد المرأة المرتبطة بعملها الخارجي ، أريدك أن تنزل إلى الشوارع قليلاً وسوف ترى بأم عينك حال عوام النساء البسيطات ، كتلك صاحبة البسطة البسيطة توفي زوجها باكراً ولا أحد يعول أطفالها الصغار ناهيك عن عدم حملها الجنسية السعودية ، وأخرى سجينٌ زوجها بسبب الديون ومعاش الشؤون لا يسد الأمور ، وتلك الصغيرة تتجول بأكياس الفصفص غانمةً ببضعِ ريالاتٍ لتساعد والدها حارس الأمن البسيط لسد الإيجار السنوي المكلف . وغيرهن الكثيرات ، حيث هذا الزمان نفسي وما عليَ إلا بنفسي.
أبعد هذا تمنعهن من العمل كبائعات باسم الدين والذريعة الاختلاط والفسوق والفجور. فضيلتكم المجتمع ليس بزعمكُم مريض بهذا الحد فهو يدرك تماماً مسائل الحلال والحرام والذي يحبذ بالحلال يصل والعكس صحيح ، أتمنى أن تعود قليلاً وتتراجع عن فتواك وتكن داعماً للمجتمع لنهوضه وخروجه من العالم الثالث ، ومخلصاً له في السراءِ والضراء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *