الواجبات والحقوق
[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]د. عائشة عباس نتو[/ALIGN][/COLOR]
* سألوني ذاتَ مرة:
ما هي نصيحتك لجيل الشابَات و الشباب في قطاع المال و الأعمال في بلادنا؟
* فقلت:حروف كثيرةٌ يفيض بها الخاطرُ في هذا المجال، و بالرغم من زهد التجربة، فإنه لابد من شحذ الذهن، لتوجيه حروفي إليهم أو إلى من يقفون على أعتاب مرحلة العمل الحر بمحاسنه و مساوئه، هل ينوي الانضمام إلى الاقتصاد الحر الذي يكافئ العامل المجدّ، ويعاقب المقصّر، أقول:
أولاً:
* لا تتعجلوا النجاح و الثروات، و لا تسْتسْهلوها \”بالمشيخة\” و السيارة الفارهة و مكتب على البحر \”فكل حجرة لها أجرة\”، فمَنْ شاء منكم أن يصل إلى يخت في مدينة \”كان\” أو \”نيس\”، فعليه ألاّ يستعجل المجد و يزورني في مكتبي المتواضع، و إذا كان لي الحق في المناصحة ألا تزيد عن فطنة المستهلك خدمة أو منتجًا، لأن رضا العميل الحصيف غاية لا تدرك في النهاية، فهو الخصمُ و هو الحكمُ!
و هو يستحق أن ينال ما يسهم في الإجابة التي ترجع في بعض الأحيان إلى ثقافة المجتمع و نظرة المسؤول عن تقديم الخدمة .. و هي نظرة تنطلق من نظرة \”طالب\” الخدمة الذي لا يعرف حقوقه في بعض الأحيان.. و لهذا فإن المسألة معقدة و تحتاج إلى جهود و توعية لمقدم الخدمة و المستفيد منها لتعديل هذه النظرة، إن العلاج المقدور عليه و الأسرع أثرًا لا يتم إلا بوضوح الأنظمة و توفيرها للمستهلك و صياغتها في شكل مواد تعطي كل ذي حق حقه بالصيغ الواضحة و المحددة للواجبات و الحقوق مع الرقابة العادلة.
ثانياً:
* التعليم الجامعي هو ليس كل ما يُدركُ به المجد، بل هو أداة مساعدة للنجاحات، و وسيلةٌ إنْ أحْسَنتها،أحْسَنَتْ إليك، وإن تجاهلتْها نكرتْك!
المعرفة تضيف إلى من يعمل في التجارة تألقًا و تمنحه بصيرة في رؤية الأحداث قلما تتوافر عند الكثير. احترمْ أدبَ العلم، فأنت تحت مجهر المتعلم الذي يحاسب حسابًا عسيرًا على ألفاظه و مخارج حروفه، لا تدعْ لسانَك يتحدَّثُ عنكَ، دع عملك من يقيمك و يقدمك.
* وبعد
لا تخلو أيُّ تجربة في عالم المال و الأعمال من الإخفاقات، بعضُها قاهر، و بعضها يمكنُ التغلب عليه صبرًا و جهدًا، و من يعمل يواجه عقبات كثيرة، و من هذه العقبات تتكاثف الخبرة و الإدارة المالية و ولاء العاملين في المنشأة و حماسهم.. فإدارة البشر أصعب من النقش في الحجر.
التصنيف: