الهزيمة النفسية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. إبراهيم الدعمة[/COLOR][/ALIGN]
هزيمة المرء أو المجتمع من داخله لا تعدلها هزيمة، والمرء والمجتمع الذي هكذا حاله لو امتلك كل وسائل العزة والمنعة والانتصار لن يحقق شيئاً، وهذه يمكن أن تتشابه مع حالة الحمامة التي أرادت أن تصبح صقراً أو نسراً فنسيت مشيتها.
ربنا تبارك وتعالى أبان لنا حال أمتنا بقوله عز من قائل« لا يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون«، فكيف يستمرئ المرء المسلم أن يعيش حياته كافراً بعزة أمته وإمكانية إفاقتها من غفوتها أو انتصابها بعد كبوتها، وإعادة تاريخٍ وملكٍ لها مضى لم تحافظ عليه .
من يعتقد أنَّ أعداءنا سيمنحوننا مستقبلنا على طبق من ذهب واهم، ومن يعتقد أن نواياهم ستصفو لنا بحال من الأحوال حالم، فمن أراد الغد الواعد لا بد أن ينطلق من ذاته، ولا يجعل من نفسه عصاً في دولاب التاريخ، فيكون معول هدم بدلاً من أن يكون سُلَّم ارتقاء، والذي لا يَقْدِر نفسه قدرها لا يجب أن ينتظر من الآخرين معاملته بما يأمل، فالحياة صراع إرادات، وليست سباق عمالات.
ماذا ينقصنا من مستلزمات الحياة الكريمة لنتسول الشرق والغرب ونربط حبالنا بهم، وكيف سيبني غداً واعداً وهو يعيش على المساعدات والقروض والهبات الممنوحة له من الآخرين، مواردنا البشرية والطبيعية والبيئية ليست بأقل مما في أيدي غيرنا، لكن هل يعقل أن نبقى عالة على الأمم التي هي أقل منا شأواً وغم ما نملك من الأسباب ؟، ولماذا يكون الناتج المحلي الإجمالي لدولنا العربية ذات الـ (357.3) مليون نسمة بثرواتها يساوي (2808) مليار عام 2011، مقابل دخل إسبانيا (الأندلس) ذات الـ(46.8) مليون نسمة والذي بلغ (1251.3) مليار دولار بنفس السنة ؟!!!.
وماذا يعني حمايتنا وضمان أمننا من قِبَل من أزهقوا أنفس ملايين المسلمين في شتى بقاع العرب والمسلمين، ويتهمون كل من يدافع عن حقه في الوجود واستعادة أرضه من شُذّاذ الآفاق الذين لا يرعوون عن تهويد الأرض واستباحة العرض، وتدنيس كل مقدس، وانتهاك كل الحرمات بالإرهاب والتطرف؟!!!، وهل في تاريخنا من عاش حالنا هذه من الضعة والاستكانة إلا يوم أن كنا متناحرين عابثين لاهين، كثيرٌ منّا يغني على ليلاه. عودة أمتنا لعهدها الزاهر لا يساورنا فيه أدنى شك، وإيماننا بأمتنا لا يحتاج منّا لبراهين، وخيرية هذه الأمة باقية إلى يوم الدين، وتأكيدنا على رجوع الأمة إلى كنف دينها نشيدنا في كل وقت وحين، وكبوة الفرس الأصيلة لا يجعلها تستكين، فهل نعي ذلك ونلتزم ونبصر واقعنا وننطلق لغدنا موقنين، نأمل ذلك.
التصنيف: