[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

* قبل أكثر من أربعة عقود كانت \”الرشوة\” تقدم للموظف بريالات توضع في \”درج\” المكتب أو تقدم له \”أرزاق\” أو \”ما يحتاجه الناس\” تلك الفترة ويبدو أن الأمر أصبح مع مرور السنوات إلى ما قبل ربع قرن تقل أو تزيد في حكم الطبيعي أو ما يمكن أن يطلق عليه \”هدايا وأتعاب\” حتى إنني مما أذكره أن موظفاً في إدارة عدلية في مكة المكرمة كان يساوم الناس علناً على تقديم مبالغ لتسريع المعاملات وإنهاء إجراءاتها ومن يرفض يضع له الكثير من العراقيل النظامية وغيرها حتى تم القبض عليه وعدد من زملائه بعد أن أصبح الناس يتحدثون عنهم في المجالس بالأسماء والصفات.. مما أؤمن به وبشدة أن مكافحة الرشوة والفساد ليست بالأمر السهل وذلك لتعدد وتطور الأساليب وطرق الدفع حتى وصلت لتسليم \”المتفق عليه\” لشخص لا علاقة واضحة له بالراشي أو المرتشي أو حتى \”الرائش\” لذلك فإن المكافحة تبدأ من الإنسان نفسه ورغبته في الحلال أم الحرام.. وحتى أضع القارئ الكريم في صورة قريبة فإن \”المباحث الإدارية\” وقبلها المباحث العامة أو البحث الجنائي أو أي جهاز يمارس حق متابعة \”الرشوة\” لم تصل على مدى سنوات إلا لحالات قليلة أساء فيها الراشي أو المرتشي ضبط عملية \”التسليم\” أو بوازع من ضمير ومبادرة من مُقدم \”الرشوة\” الذي يبادر للتبليغ عن طالب الرشوة وما عدا ذلك فإن الآلاف \”فروا كما يفر الغزال\” وحتى اليوم لا يستطيع كائن من كان أن يسألهم \”أين كنت وكيف أصبحت\”.. حديثي هذا لا أقصد منه إحباط الناس أو الجهات الملاحقة لهذا \”الفساد\” الذي دخل إلى مجتمعنا بقوة وعنفوان منذ أكثر من ربع قرن وإن كان ضبط الأعمال والمشروعات والمراقبة الجادة من الرجال الاتقياء المعروف عنهم \”نظافة اليد\” يساعد في إخافة المنتظر للفساد ويقلل من أعداد العمليات الفاسدة وصدور الأحكام له ما له من إيقاف هؤلاء وحفظ المال العام هذا إذا كانت أحكاماً قوية مؤلمة كما ننتظر والكل ينظر ما تتمخض عنه محاكمة الذين تمت إحالتهم للقضاء بعد انتهاء تحقيقات الداخلية معهم كما نشر الاسبوع الماضي. وللأسف أن بعض المواطنين يصف تصرفه بأنه \”اضطراراً\” لتقديم الرشوة لأسباب تعطل مصالحه التي لم يكفل النظام حصوله عليها وتجده يقول وهو يتألم ويرفض ذلك \”لم أجد إلا هذا الطريق، ولا أجد عذراً لهؤلاء مهما أصابهم من إرهاق وتعطيل والأمر في غاية البساطة وهو \”الابلاغ\” عن المطالبين بالرشوة والجهات صاحبة العلاقة لديها العديد من الطرق للايقاع بهم.. أما من يشعر بالألم على هؤلاء وأنه لا يود الإساءة إليهم فهذا عديم المواطنة والإخلاص وربما يتحول في يوم من الأيام إلى \”مرتشي\” لأنه اشفق على مجرم يساهم في جمع المال الحرام وأموال الشعب دون وجه حق… والواجب أن يكون مصيره العقاب والسجن والتشهير..
آخر الكلام
* هل يشمل نظام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والذي صرح رئيسها بأنه سيصدر قريباً فتح ملفات قديمة لبعض \”أمناء المدن\” في بعض المناطق وغيرهم ممن ظهر عليهم الثراء بل يعرفهم الناس بدون دليل في أيديهم أتمنى ذلك؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *