[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جابر الريثي[/COLOR][/ALIGN]

الكثير منا لا يتقبل النقد ولا يرضى بالاختلاف معه، والغريب أن الكثير يحب توجيه الانتقاد في كل اتجاه ويعشق الاختلاف بكل صوره، المشكلة في الأمر أن البعض ينظر إلى مسألة الاختلاف معه على أنها انتقاص من شخصيته وقدراته، وهذا الأمر مشاهد على مستوى الفرد والمسؤول، سواء كان النقد والاختلاف يتعلق بالعمل أو الفكر أو الممارسات، وهذه الظاهرة الخاطئة تعد سبباً رئيسياً في انتشار الفساد بصوره المختلفة، وببساطة لأن تلك الظاهرة تعطي مساحة للخطأ أن يتوسع بشكل أكبر دون حواجز تصححه حتى يصل لدرجة الفساد ويؤثر على سير الأمور إلى طريقها الصحيح، هذا يترتب عليه الكثير من النتائج السلبية من تأخر في المشاريع والفكر والعمل والثقافة وغيرها من الأمور الأخرى التي لا يقبل معها الإنسان النقد والتشكيك والاختلاف، ومن لا يقبل النقد هو شخص غير ناجح بالعادة، لا شيء يؤثر في تحقيق النجاح أكثر من النقد والاختلاف، وبطبيعة الحال نقصد الإيجابية منها، وليس ما يراد به الإحباط أو تعطيل الغير عن التقدم في العمل، كل ما كان النقد بشكل حضاري وهادف كانت النتائج إيجابية أكثر، أما التجريح والتشهير وغيرهما من الأساليب الرديئة لا يترتب عليها غير الضرر والعداء. ولكي نستوعب أهمية النقد ونتفهم ضرورة اختلاف الغير معنا لا بد من ممارسته منذ الصغر ومنح أطفالنا مساحة لتوجيه ما لديهم من رأي وتعبير في الأقوال والأفعال ونمنحهم مشروعية التساؤل بأكبر قدر ممكن.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *