النقد..لا ينفي ما يطرح من قيمة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]
* دعونا سادتي نتحدث عن النقد والناقد، عن أهميته ودوره ومواصفاته، الناقد هو الذي يملك المعايير والذوق الفني فيما يطرحه من خلال نظرته الأدبية الشاهدة وبدون المعايير فليس هناك إلا الفوضى وبدون الذوق الفني فليس هنالك إلا خلخلة القيم، والنقد من خلال ذلك إيجاد مصفى وليس هو عالة على الأدب.
* وفي تاريخ الأدب السعودي توهجت أكثر ما توهجت بنقاد كبار «لا تتسع مساحة المقال لذكرهم» كانوا يملكون من منهجية تقوم عموماً على الموضوعية والثقافة الشمولية والتذوق الرفيع والإحساس بضمير العصر لا أظن إلا أننا جميعا متفقون على ذلك.. وقد بلغ من ضعف الحركة النقدية عندنا وجمودها أن فكرنا الأدبي افتقد للروابط التي تصل ماضية بحاضره وأنزوى العطر الأصيل أو قلَّ تبدد غَثه من سمينه فاندثرت الحقائق الأدبية.. ومن البديهي أن الثقافة – عمقها وشمولها – لازبة للناقد الأدبي.. ولكن من المهم أنها لا تؤدي دورها في الكيان الناقد إلا إذا قامت على أسس من الموضوعوية والنظر الشمولي المنهجي..ونقصد بالموضوعوية أن ينفي الناقد عن المؤثرات الذاتية كالعلاقات الشخصية أو البيئية، وأما النظر الشمولي المنهجي فإن عليه أن يصنف ركام المعرفة الذي بحوزته ويشذيه برحابة الصدر والفهم ويبعده من الاستعراض والإسقاط الثقافي مما يتيح لهذه المعرفة أن تصبح نبراساً يجوس به خلال العمل الأدبي مبرزاً قدره الحقيقي بميزانه الدقيق دون تزيد – والمنهجية بمعنى من المعاني هي التصور المتكامل لدور الأدب والفن في تنظيم الحياة الأدبية بالتصور المتسق المنسق.
* لعل البحث في المنابع الفكرية والثقافية والفلسفية في الأدب السعودي – متعة في حد ذاته لأنه يشكل روافد خصبة في علم النقد إضافة إلى أنه يلقي أضواء كاشفة على خلفية العمل الأدبي مدى حظه من الأصالة والجدة.
* رحم الله أساتذتنا الذين تركوا بصمات واضحة في سيرة الفكر والأدب ومناحي متعددة من الأصالة ويظل دورهم في مأمن حريز لأنهم شكلوا البناء التحتي للحركة الأدبية ونقول حتى المعاصرة منها لأن بين الماضي والحاضر تفاعلاً مستمراً والماضي لا شك يكيف الحاضر.
التصنيف:
