[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري [/COLOR][/ALIGN]

لا وجود في قواميس العظماء لكلمة مستحيل ، بإحدى مقولات محمد بن راشد آل مكتوم الملهمة يستقبلك بهو أطول برج شيده الإنسان على هذه الأرض في المدينة الجارة دبي ، قبل أن يأخذ بيدك و بسلاسة مجموعة من موظفي برج خليفة للصعود بك حتى الطابق 124 ليس من أجل التقاط صورة تذكارية فحسب بل لتكون شاهداً على ما يستطيع البشر صنعه حال اتفقوا فيما بينهم على القيام بأمر ما ، ما الذي جعل من دبي الوجهة الأكثر زيارة من مختلف مواطني دول العالم رغم طقسها اللاهب حرارة و رطوبة وجغرافيتها التي وضعتها في منطقة تعج بالحروب و المصائب التي لا نهاية لها ؟ ثم ما كان المحفز يا ترى لنفور حوالي700 ألف عائلة سعودية إلى دبي خلال عطلة الربيع القصيرة الماضية ؟ إن كان لدى الغربيين سبب مقنع لزيارة دبي أكثر من مرة يتمثل في فارق ليس بالبسيط في الصرف بين عملات بلدانهم والدرهم الإماراتي يصب في مصلحتهم فإن للسعوديين أيضاً أسباباً أكثر يتجاوزون بها فارق العملة الذي ليس في صالحهم من أجل العودة لدبي مرة أخرى يأتي على رأسها أنهم يحصلون على خدمات تستحق ما يدفعون عليها من أموال ابتداء من مسكنهم المريح مروراً بتعدد وسائل الترفيه من مدن ثلجية تموضعت على أرض دبي الساخنة وأحواض أسماك كبيرة وصولاً لخيارات تسوق كثيرة و أماكن خلابة قد لا توجد إلا في دبي وحدها من دون بقية دول العالم ، أمام هذا الكم الكبير من السياح الأجانب و العرب يتساءل أحدهم لماذا لم نرَ أي تواجد أمني كثيف يلفت الانتباه في كل تقاطع مروري في شوارع دبي ولم يشاهد خلال عطلته سوى حراس الأمن في الفندق الذي يسكنه و بعض الأماكن التي يرتادها وهنا تحضر سيادة القانون والتي ترغم أولئك السياح على الالتزام به وعدم خرقه و إلا سيظهر لهم من تحت الأرض من سوف يقودهم لقاعة المحكمة ! مهما قال الحساد عن دبي بأنها مخترقة أمنياً أو أن مشروعاً سياسياً يتم العمل عليه للإضرار بهذه المدينة الرائدة فإن لا خوف على ما وصلت إليه دبي من حضارة و تقدم ما دامت بين يدي قائد محنك كالشيخ محمد بن راشد و أجهزته الأمنية التي لا تنام ولا تشعر أحداً بوجودها حتى لا تعكر عليه صفو عطلته ، إن دبي يا سادة لا يمكن اختزالها في أطول برج ولا أعرض منتجع فاخر بل هي عبارة عن خليط من الحضارة و الانفتاح و تعدد الخيارات المعيشية والحياة الآمنة أيضاً بإذن الله ، حتى ذلك البرج والذي قيل إنه سيتم تشييده في جدة لن يغني السعوديين عن زيارة دبي و أهلها بل سيكون محفزاً لهم للسفر إليها حينما يكتشفون أن إحدى بوابات برج جدة الجديد تفتح على أحد فروع أمانة جدة ! و هذا مجرد مثال واحد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *