عبدالفتاح أبومدين

** قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:وهل تبنى البيوت إلا على الحب”؟ .. قائل هذا الكلام رجل قوي شجاع عادل له مواقف اجتماعية رائعة ، والذي يقرأ سيرة هذا البطل يعجب ذلك أن الفاروق أنشأ الكثير في الشؤون الإدارية والاجتماعية! وهذا الحاكم العادل النادر في عصره وتقشفه وزهده في الدنيا يكبر هذا البطل! وليس ذلك غريباً فهذا البطل تخرج في مدرسة النبوة، والفاروق في الحكم يومئذ كان”يعس ليتفقد أحوال الرعية، ولعلي في هذه الكلمات أضرب بعض الأمثال!

** ذات ليلة وهو”يعس” يمر بمساكن المدينة فسمع إمراة تقول لابنتها: أضيفي إلى اللبن بعض الماء، فقالت الفتاة:إن أمير الخليفة عمر نبه إلى غير ما تقولين يا أماه! وقالت الأم واين عمر الآن؟ وفي اليوم التالي خطبها الخليفة لأحد ذريته! وفي ليلة أخرى سمع أو قيل له إن بيتاً فيه رجال “يخمرون” أي يشربون الخمر، فصعد أحد جدر ذلك البيت من الخلف، ففوجئ المجتمعون، وحين شرع الفاروق لمحاسبتهم، قال له أحدهم، إن الله قال “وأتوا البيوت من أبوابها” وأنت جئت من ظهورها، فخرج الفاروق دون أن يمارس عليهم أي عقاب لأنه أدرك أنه أخطأ!

** وقال الحق عن الحياة الزوجية: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”. إذاً فأن المودة والرحمة بين الزوجين ضرورة ليكون بيتهما سعيداً! وقال خاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم: خياركم خياركم لأهله وأنا خياركم لأهلي” والزيجة الصالحة تطول بها الأيام وتنجب ذرية طيبة، وتقوى الله هو زمام ووئام دوام العشرة! وقال أحد الأخيار لزوجته: لو كان لي قلبان لعشت بواحد وأهديت إليك الآخر! والحياة الزوجية نمط من العبادة! وقال الحق: وهو الذي جعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة، وقال سبحانه: وهو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.

** وخير رسل الله حث على الزواج وقال: تزوجوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة”.. ومن أحاديث شيخنا الشعرواي رطب الله ثراه قوله :جدع الحلال أنف الغيرة” ورسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بحقوق المرأة وذلك في حجة الوداع، والنساء شقائق الرجال كما قال خاتم رسل الله، وتعليم المرأة رقي أي أمة.

** أما التفسخ والعري فليس من الإسلام في شئ لأن هذا السلوك حرام شرعاً وليس من الحياء في شئ، أما السيدات العفيفات المستورات من حقهن التعليم والعمل بجانب رعاية وتربية أبنائهن من الجنسين! والتعلم حق لرقي لأي أمة وحق للمرأة أن تتعلم وأن تعمل كما هو حق الرجل! أما الانحراف والتبرج فقد جاء في الكتاب العزيز: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *