الميزانية ومواجهة التحديات

• محمد حامد الجحدلي

جاءت ميزانية المملكة لهذا العام 2017م ، لتضع حدا للكثير من التساؤلات ، لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين ورجال الأعمال ، زيادة في الاطمئنان على مستقبل الاستثمار ، داخل المملكة ليعكس متانة الاقتصاد السعودي ، ويحقق تطلعات القيادة ، في مواجهة التحديات المرحلية ، بهدف توظيف مواردنا الوطنية ، لكل ما يعزز التنمية ، في المجالات ذات العلاقة المباشرة ، بالأعمال الخدمية والأولويات.

ومع ارتفاع درجة التفاؤل الذي شعر بها ولمسها الجميع ، للثقة الكبيرة وما يتمتع بها المواطنون للسياسة ، التي تنتهجها المملكة وجهود قيادتها المخلصة ، ليمثل خصوصية فريدة ومتميزة يتمتع بها المجتمع السعودي ، فهذه الخصوصية أخذت بُعداً إنسانياً ، لم تقتصر على المواطنين فقط ، بل شمل خيرها المقيمين على أرض الوطن بدون تحيز ولا مِنَّة .

إن إلغاء التفرقة بين بني الإنسان ، ولدت على هذه الأرض منذ قدم التاريخ ، وستبقى بإذن الله ما بقي عطاء هذه الدولة ، وتواصلها مع أقطار شقيقة وصديقة ، تفتح ذراعيها مرحبة ، لجميع من قصد ديارها ، مهبط الوحي ومنارة الإسلام ، وتجاربنا الموثقة في حماية واحترام حقوق الإنسان ، في قادم ومستقبل الأيام ، كما كان ماضيها مشرقاً ، داخل كيانها السعودي وخارجه .

ولأن هذه القيم تؤصل تعاليم الإسلام وسماحته ، فإنها تمثل ضغطاً على كافة أوجه الخدمات ، وزيادة في فاتورة التكلفة ، لميزانية الدولة ومصروفاتها ، كسياسة مستمرة لا يمكن التراجع عنها ، مهما كلَّف الدولة في زيادة الإنفاق ، بحجم زيادة الكثافة السكانية من المواطنين والمقيمين ، داخل المدن الرئيسة تحاكي الواقع.

لنستطرد النسب التي شملتها هذه الميزانية ، فنجد أن ما نسبته 23% ذهب لقطاع التعليم ، الذي يتقاسم مكتسباته المواطن والمقيم ، في قطاع التعليم العام ، بمراحله الثلاث دون تمايز وإنما بنسب مئوية ، كما أن التعليم العالي ينطبق عليه ، ما ينطبق على التعليم العام ، مقارنة بالمنح التي يحظى بها طلاب التعليم العالي من المقيمين ، ويأتي القطاع الصحي في المرتبة الثالثة ، بنسبة 17% من مصروفات الميزانية ، لتقديم هذه الخدمة مجانية.

وفي المرحلة التالية نجد تكتلاً ، من نوع آخر بين كل من الخدمات البلدية والنقل ، بما نسبته 11% من مصروفات الدولة ، كنسبة قد تكون قابلة للزيادة ، وفق متطلبات الضرورة والاحتياج الفعلي ، للشريحة السكانية (المواطنين والمقيمين) ، وعذرا لمن يريد أن يطالب بتقديم هذه الخدمات ، للسعوديين منفردين دون غيرهم ، فبلادنا لكل من وطأت أقدامه أرضها ، ومتى ما عرف حقوقها وماله وما عليه من واجبات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *