[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** يقولون: الموت فضّاح
وهم يعنون بقولهم هذا… أن الموت فرصة لانكشاف الكثير عن الميت هل كان دائنا.. لأحد.. أم مديوناً لآخرين..؟ هل يملك مالاً..؟ أو لا يملك..
ويزيدون في شرحهم ذاك.. أنه عند وفاة إنسان – ما – يكشف هذا مدى الترابط الذي يربط بين أسرته بالذات.. إذا ما كان هذا الميت يشكل عمودا لهذه الأسرة.. وبوفاته تنفرط السلسلة التي تشد أعضاء هذه الأسرة أو تلك، أم هو عكس ذلك تماما.
ومع أن الموت راحة للمتوفى.. فإنه شقاء وألم لأسرته وبالذات إذا ما نهش في بنيانها الخلاف وعدم ترابط أفرادها. وتفرقوا ايدى سبأ،فالموت يعري الكثير من الصور أمامك ويجعلك تعرف الآخرين على حقيقتهم التي تتخفى خلف الكثير من \”الأورية\”.. والملايات مما لا يمكنك من معرفة الإنسان على حقيقته.. فتنخدع فيه ويكون حكمك خاضعا لتلك الخدعة.
تذكرت كل هذا.. وأنا أشاهد صورًا من هذا الذي أتحدث عنه.. فبقدر ما أعطاني اقتناعاً بتفاهة ما نحيا جعلني أكثر فهما لكثير من الذين كنت اعتقد أنهم أكثر بعداً عن الانزلاق خلف التفاهات تلك التي انجرفوا خلفها. فجعلتهم أسارى لها وأصبحوا يرددون ذلك القول القديم \”يا ليت ما كان لم يكن\” ولكن بعد فوات الأوان، على أن الموت بقدر ما هو فضاح فهو أيضا ستار، عندما ينساق الإنسان في \”ملاهي\” الحياة فيأتي الموت فيستره حيث يوقفه عن المضي في غيه، رحمتك يا أرحم الراحمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *