الموت على قيد الحياة
لكلٍ من حكايه ، فليس ما نظهره للأخرين هو إنعكاس لمِرآة حقيقتنا
لا تنخدع ببعض الأقاويل عن أن هذا شخص ظالم أو إن هذا شخص لا تعرف الرحمة قلبه ، مع هدوء الليل يضع كلٍ منا رأسه على وسادته ويفكر طويلاً
دون إستثناء لا يوجد على وجه الأرض إنسان لا يفكر قبل نومه ، ما تضج به عقولنا من أفكار وخوف وقلق من الغد ومستقبل يشكل لنا الجانب الأكثر رعباً فى الحياة
لا يوجد شرٌ مُطلق أو خيرٌ مُطلق فلكلٍ منا جانب لا يظهره بحسب المواقف التى يتعرض لها والأشخاص
فكل إنسان قوى ، ويستمد قوته من المحطين به فالقوة لا تأتى إلا من إثنين ، أُناسٌ داعمون ومحبون و أُناسٌ محبطون وفى غاية القسوة ، فالحب والقسوة هى ما تصنع القوة داخلنا
تستيقض يومياً فى نفس المكان ، تواجه نفس الأزمات ، الأشخاص ، وربما تمر بنفس التجارب المؤلمة ، لكن المأسى التى نعيشها فى الحياة هل هى الجانب الحقيقى من حياتنا ؟ أم هناك جوانب أخرى تمنينا لو عاد بنا الزمن للوراء لتغييرها ؟
بعد رحلة الإجتهاد والبحث عن الأفضل نجد أننا غير راضيين عن أنفسنا بنسبة كبيرة وقد يكون كاذب من يدعى أنه راضى عن نفسه
فالمِرآة لا تكذب مهما حاولنا وسعينا وإجتهدنا لتغيير ذلك ، وإن كنت تبحث عن الجواب الحقيقى أنظر إلى كم التعاسة التى تعيشها فى حياتك الأن وصدقنى لن تجتهد بعد ذلك للحصول على أى جواب يجعلك تقنع نفسك من جديد بضوابط لطالما أقنعت نفسك بأنها تحميك من مواجهة الحقيقة
عندما تشعر أنك تحمل بعض الصفات السيئة لا داعى لأن تناقش الأخرين فقلبك هو مِرآتك التى تدلك على نقاط ضعفك
حاول أن تعيش حياة مختلفة عن تلك الحياة التى اهدرت وقتك وعمرك بها ، الرتابة والسلبية والاوهام الكاذبة والأفكار والشك كلها أمور تمنعك من رحلة الإنطلاق فأنت حكمت على نفسك برحلة لا عودة منها
الحياة تمضى بشكل أسرع مما تتخيله وسوف تظل تنشد وتفتش عن قلب يشبه حقيقتك بعيداً عن القناع الذى ترتديه ليتلائم مع المجتمع المحيط بك سواء كان قناع قسوة أو ظلم ، لكنك لم تجده أو قد تجده لكن بعد فوات الأوان والعمر وتبدل الإحساس والأمانى والأحلام
كل ما تملكه فى الحقيقة هو قلبك وكرامتك وكلمتك ، فإن خسرت أىٍ منهم فأنت أصبحت فى ذمة الموت وأنت على قيد الحياة
ستتمنى لو تبدأ العودة ، وسترغب بشدة فى الصراخ لكن دون جدوى فأنت مُبتلى بالبخل ، ليس بخلاً فى الإنفاق ، بل بخلاً جعلك تعيش طيلة حياتك دون ان تتذوق طعم الحياة !
التصنيف: