[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد السرار[/COLOR][/ALIGN]

في مرحلة ما من عمري كان أعظم اهدافي هو أن أقتل يهوديا, أو أن أموت شهيداً بالرغم اني لم اتجاوز التاسعة من العمر! كنت أحلم كثيراً بكيفية الوصول إلى يهودي, أي يهودي كي أشبع من دمه وأحصل على تذكرة مباشرة إلى الجنة. لم يدر في خلدي حينها ماذا سأكون ولم أتطلع كثيراً إلى الحياة مادام هدفي قريباً بعيداً, فقط أقتل رجلاً واحداً وأكون قد حصلت على ما أريد.
بالرغم من أن سنوات عمري القليلة كان من المفروض أن تصبغ العالم لي بألوان الطيف, وتلقي بأنوار باهرة على مستقبل واعد لا سقف للأحلام فيه إلا أني لم أفكر كذلك, كنت أنظر إلى العالم من خلال نظارات سوادء قاتمة,وكان قلبي يعج بالكره للحياة ولليهود والكفار وغيرهم الكثير كنت كما لا يجب أن يكون طفل.
ثقافة الموت هي ثقافة موجودة تسوق لنا ليلاً ونهاراً في مدارسنا وفي منابر إعلامنا وفي الشوارع والأسواق وفي كل مكان نذهب إليه, تعطي الموت أهمية أكبر بكثير من الحياة. ثقافة تمخض عنها الإرهاب والعداء والكره لكل ماهو مغاير, وجعل من الحياة قرباناً نلقي به تحت أقدام الكره ابتغاءً للموت. لم يخلق الله هذا الكون كله كي يكون مفرنا منه هو الهدف, ولم يسخر لنا كل ما على وجه الأرض كي نزهد به, ولم يجعلنا شعوباً وقبائل لنقتل بعضنا البعض.
قبل أيام علقت مدرسة ابتدائية بالطائف لوحة عليها صورة قبر ومكتوب فوقه «مردك لي». كيف لنا أن نتوقع أن تنتج هذه المدرسة جيلاً حالماً طامحاً يعزم على بناء الوطن والارتقاء به إذا كان كل تفكيره في القبر والموت؟ وكيف نتوقع أن تكون نفسيات الطالب وهو يرى أكثر شيء يخافه الإنسان على ناصية مدرسته كل يوم يذهب إليها؟ برأيي لا يشتاق إلى الموت إلا من فشل في الحياة, فإن كنتم فاشلين, فلا تقتلوا أبناءنا ومستقبلنا بفشلكم.
twitter:@msarrar

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *