سنوات طويلة ونحن نردد أن “المواطن” لا يتعاطى مع العمل السياسي والحديث حوله الا قلة لها اهتماماتها.. اهتم الناس بالحديث عن السياسة وشؤونها في “حرب الخليج” وانتهى الأمر.. اليوم تجد المواطن السعودي اكثر قرباً وثقافة ووعياً بأخبار السياسة خاصة مع انتشار اجهزة ومواقع التواصل التي اصبحت في ايدي كل الناس او النسبة الكبيرة وعندما تقرأ الاخبار والصور والمقاطع والتعليقات تجد ان الوعي السياسي ارتفع كثيراً وهو امر صحي ومطلوب في رأيي لأهمية ان يعلم الانسان ما يدور حوله ومعه وان يقف على الأخبار ويتابع المواقف من هنا وهناك.
كان الناس ولازالوا يقولون ان المواطن “المصري والسوداني” يملكان ثقافة سياسية كبيرة حتى “سائق التاكسي” يحدثك عن حرب 56م – العدوان الثلاثي والثورة بسنواتها والموقف اليوم ومتى غادر جعفر نميري السلطة وهو امر كان كثير من السياح العرب يقفون امامه مستمعين دون تعليق لعدم معرفتهم بأي موقف سياسي.. اما المواطن السعودي اليوم فتجده يتحدث ويعلق ويناقش خاصة بعد “عاصفة الحزم” وكأنه اعتبر ان العمل السياسي القريب منه يحتاج ان يتفهمه كيف هو وما هي اخباره بل ان السيدات حتى محدودات الثقافة يتحدثن في عاصفة الحزم اليوم ويعلقن على احاديث المتحدث الرسمي لدول التحالف ويتابعن الاخبار والمراسلين على مختلف القنوات وهو امر جميل ومطلوب لانني اعده من الامور الضرورية في الحياة.. بل ان معرفة الخط السياسي للدولة والخط السياسي للدول التي “تُعادينا” وغيرها من ضروريات الحياة خاصة والمواد الاعلامية متيسرة.. نحن في زمن نحتاج لشاب وشابة من بلادنا يجيدان النقاش والحديث عن الحرب وما يجري حولهم طالما الأمر في حدود ابداء الرأي والتحاور.. بل ان الوعي السياسي يزيد من حصيلة الانسان ويضيف له معلومات هامة تفيده في حياته اليومية في الداخل والخارج.. وحتى لا يقف صامتاً ان هو اراد ان يتحدث عن موقف بلاده ودورها الطليعي وسياستها التي يتحدث عنها الناس منذ سنوات وتحديداً في هذه الايام بعد موقف خادم الحرمين الشريفين الشجاع والانساني.. لا نريد مواطنا لا يعرف أين موقع وموقف بلاده وقادتها.. نريد مواطنا مؤيدا لموقف بلاده ومناصرا لدورها الكبير,, نريد عقولا تمثل هذا البلد “بلد الحرمين الشريفين” ولا نصل لهذا الامر الا بالمتابعة والاطلاع وسماع الرأي والرأي الآخر والوقوف على الحقائق من مصادرها.. اليوم المواطن والمواطنة في بلادي يمكن لهم ان يتحدثوا عن بلادهم واعتزازهم بها وعن “الأعداء” ودورهم وعن “الاصدقاء” والحلفاء.. اليوم السعودي يناقش في المجالس وعبر القنوات ووسائل التواصل ويقول “نحن هنا” نحن شعب هذا البلد القوي الأمين الآمن بقدرة الله وتوفيقه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *