المواجهة العلنية تظهر الحق وتوضح الحقيقة

Avatar

عدنان بن عبدالله صالح فقيها

مما لاشك فيه وهو المعروف لدى الجميع أنّ الأمور في بداية العصر الإسلامي في حل المنازعات بين المتخاصمين كانت تتم ببساطة وسهولة وتعتمد على ذكاء القاضي وفطنته في معرفة الحقيقة وعلى المتنازعين أنفسهم حيث كانت لديهم الرغبة في إظهار الحق والحقيقة أو التراجع عن الخطأ وتحمل نتيجته ولم تكن هناك مماطلات وابتكار أساليب عجيبة من المحامين الذين درسوا القوانين وجهلها أو لايعرفها الكثير غيرهم فانقلبت الأمور في كثير من الأحيان رأسا على عقب وخرج الظالم منتصرا رغم معرفته وعلمه أنّه على غير الحق ولا يبالي.
في الماضي كان إذا تقدم أحدهم يشتكي يتم استدعاء خصمه حالا لتتم المواجهة أمام القاضي الذي يضعهم بجوار بعضهم لاينظر لمراكزهم أو مناصبهم أو مكانتهم فهما خصمان يجلسان بجوار بعضهما ليدلي كل منهما بحجته ومالديه بدون محامي أو وكيل أوغيره وساعتها يظهر الصدق والحق.. إنّ كثيراً من الأمور التي تحدث في هذه الأيام تستمر قضاياها فترات طويلة ومواعيد متعددة وجلسات متكررة يغيب فيها أحدهما فتؤجل ويقدم أحدهما مستند ينتظر الآخر لجلسة قادمة ليرد عليه وهكذا يعتمد كل ذلك على قدرة وامكانيات الخصم ومعارفه ومساعديه.. وعلى مايدون في الأوراق من تقارير دون حضور الخصم وخاصة إذا كان مسؤولا أو ذا منصب ولديه من المستشارين والناصحين ما يدفعه إلى الإطمئنان.. إنّّ الكل سواسية ولا فرق بين المسؤول والخصم العادي ولإظهار الحق لابد من المواجهة بينهما على شرط أن لاتكون المواجهة في الغرف المغلقة بل علنية خاصة إذا كان الموضوع يخص شريحة كبيرة من الناس تربطهم المصالح ذاتها وليقول كل خصم كلمته ومالديه ليظهر الحق والحقيقة أمام الجميع الذين يعرفون كل الأمور التي يتم اخفاؤها عبر تحقيقات واتهامات وتدابير في ميدان الخصم القوي عندما يكون الطرف الآخر هو الخصم والحكم وهذا لايصح ومرفوض.. فلا بد من التحلي بالشجاعة والاعتماد على النفس وصدق القول الذي سيظهر أمام الجميع لأنه لايمكن إخفاء وتغيير المواقف على الهواء وإلقاء وعود غير حقيقة هي فقط لذر الرماد في العيون وليّ ذراع الحقيقة من موقع المنصب والمجاملة… ولكن في المواجهة العلنيةسيأخذ الطرفان فرصتهما ويستطيع الخصم العادي أن يقول كل ماعنده وأن يوضح ويبين أموراً كثيرة لن تظهر إلاّ في المواجهة الحقيقية العلنية.. وأقول لمن يخشون هذا النوع من المواجهات تقدموا ولا تخافوا ولتكن لديكم الشجاعة وواجهوا خصمكم لأنّ المطبلين ومعدّي التقارير لن يدوموا لكم فسيكونون مع صاحب منصب آخر يحتاجهم طالما أن الأمور ليس فيها مواجهات علنية..
أتمنى من الله العلي القدير أن تحدث مواجهة علنية مع من تكالبوا على شخص ما في أي موقع بالاتهامات والفصل والشكاوى والمقالات بكلمات وعبارات رنانة دفاعا عن الخصوم الأقوياء مجاملة [ مع أنّ لاناقة لهم ولاجمل ] ولكن من موقعهم ومصالحهم المشتركة أرادوا الإيحاء بأنّ من يدافعون عنهم هم على حق ويتضح ذلك ببساطة من خلال خطاباتهم المرتجلة برقم وتاريخ كل مايخططون له ولا يحتاج الأمر إلاّ إلى مواجهة علنية لتوضيحها وتجدهم يلقون الوعود ببحث المواضيع وتشكيل اللجان ولم يتم شيء رغم مرور السنوات.. ومع ذلك تجد الخصم الضعيف من حيث الإمكانيات وعدم قدرته على توكيل عدد كبير من المحامين يصر على موقفه رغم كل ماحصل وطلبه بسيط..أن يعرف كيف تم صرف الميزانية ومعرفة بنودها والأرباح الظاهرة وغيرها ومصير الملايين المجمدة في البنوك وأين الاستثمارات والمشاريع ويطلب منهم إذا كان لديهم الشجاعة بمواجهته علنية ليفنّد كل مافعلوه معه فهو لايخشى إلاّ الله وكل ماعاناه وواجهه سينسى حين ظهور الحق وسيظهر في كل الأمور بإذن الله تعالى الذي لايخفى عليه شيء..
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *