المهن وما أدراك ما هي المهن؟
•• في كلمته التي إرتجلها في حفله الذي أقامه لطلبة مدارسه المتميزين، لفت نظري اهتمامه البالغ بتدريس المهن في تلك المدارس، من النجارة والسباكة والخياطة وغيرها من المهن التي أتى عليها زمن وانصرف عنها شباب المجتمع، بل كادوا ينصرفون عن ان من يمتهنها بل والنظر اليه نظرة دونية مع ما كانت تمثله في “الزمانات” من قيمة لاولئك الذين كانوا يمارسونها إلى الدرجة التي أصبحت تحمل أسماء أسر كريمة في مجتمعنا.
كانت كلمة الشيخ عبدالرحمن فقيه عن تلك المهن واصراره على أن تكون مادة تدرس في مدارسه انعكاساً لاهتمامه بهذه – المهن – والتي لا يمكن أن تكون هناك أمة لها شأوها وشأنها إذا لم تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تنسج ولا تعيش حياتها مما لا تصنع .. هذه النظرة الاستشرافية لمستقبل الأمة لا يصل إليها إلا كل من أعطى بصيره نافذة لها أهميتها وهي النظرة التي تكون منطلق النجاح وسبب الفوز بقصب السبق في حياة الامم .. فكيف يكون المجتمع مطمئنا إذا سلم كل أسس حياته للآخرين يعطونه متى شاءوا ويمنعونه متى أرادوا فلابد من الاعتماد على مداميك لها رسوخها في أعماق الأرض وتلك هي سبل النجاح والأمان والاطمئنان.
فبدون هذه النظرة في الاهتمام والعناية بالمهن لا يمكن أن يكون للمجتمع القدرة على المضي إلى الامام .. وأنا أمثل المجتمع بالطائر الذي لكي يستطيع أن يحلق ويطير أن تكون كل أطراف جسمه سليمة والا لا يستطيع الطيران.
التصنيف: