[ALIGN=CENTER][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]

ما أبعد الثريا عن الثرى .. وما أكبر البون الشاسع بين جيلنا وجيل اليوم، بل بين جيلنا وجيل آبائنا.. في كل عام ترزقون .. الخلل مشاهد، لا تتناطح فيه عنزان .. البعض – صراحة – لم يفلح في أن يغرس في أبنائه فضائل ومثل موروثات سلفنا الصالح، ولم يفلح في رسم لوحة جميلة إطارها المودة الرحمة ومتنها الحياة بفرحها وترحها ويعلم أولاده معنى ان يعيش الحياة كريمة بمسؤولية.
البعض يتهمنا بعدم فهم هذا الجيل .. أي فهم يعنون، إننا نريد في لهاثنا في مسيرة تفهمهم أن نفهمهم بالحياة في مسيرتها وكيف تروعنا الخطى، وكيف تقال العثرات ، وتثبت الخطى بعد الترنح وكيف تصفو الحياة بعد الجهد والكدر وحبات العرق على الجبين.
أكل الدهر وشرب وأبلى جهود البعض منا في سعيه الشاق لتأمين العيش الكريم لهم.
حرت وحارت أفكاري عندما ألفيت صديقي المبتسم للحياة دائما مهموما ومكتئباً وقبل ان ابادره بالسؤال أجابني قائلا:
* ارتضيت لنفسي العزلة الكئيبة والحر يرى في أخلاق بعض هذا الجيل ذلاً.
*قلت: كيف؟
* قال : رحم الله زماناً ولّى، عندما كنا نسمع طرق نعل من هو أكبر منا سناً ننتفض كالطير ونتوارى كالحمر المستنفره ، فرت من قسورة. خاصة إذا كان شيخاً أو معلماً وويحي ثم ويحي من هذا الجيل الذي لا يسمع النصح ولا يتقبله ، ويضرب بالأخلاق والفضائل عرض الحائط، يريدون أن يرتقوا ويتطاولون دون اكتساب علم او معرفة حقيقة أنني في أشد حالات الإحباط .. صمت طويلاً وواصل في حنق:
* البعض منهم لم يروا الكرامة في الناس والمثل العليا التي تزخر بها دورنا، وولوا وجوههم شطر الغرب يقلدونه في خزعبلاته التي ألهتهم عن واجبات هي أقدس وأسمى، ويحمهم حين تهون أنفسهم عليهم وينحدرون إلى دنس ويضحون بعد الرفعة فعلاً..
*قلت : ألفتوا انتباهم إلى موارث تطاول الثريا في علوها وعقول سمت وأبدعت في كل مجال، وما الأرض إلا تاريخ صيته العلا، لايعرف الغرور أصلاً، تأمل بعض شبابنا ترى النفس احت وابلاً لاطلاً. أمطرته تقاليد آبائنا حتى غدا المستقبل نبلاً ومحلاً.
* قال : سأجاريك في حديثك الشيق:
*هنالك شواذ فهل يصبح الجبل سهلاً .. ربما اضمحل الفكر لديهم بيد أن ارواحهم تأبى ان تضمحلا، هذا الجيل قد ضم شتاتاً من معان تنضح حسناً ونبلاً.
*قلت له: دعنا من التخرص واستلاب الذوات فإنني امرؤ يؤمن بأن البيت هو أول مسؤول عن شبابنا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *