المكان.. وقرب رمضان
ولأن ” جدة ” عروس ” البحر الأحمر ” هي كما المرايا المتداخلة وكما الوان الطيف الزاهية وكما البحر الآسر .. تطل بوجهها الفاتن وهي تستعد لإستقبال سيد الشهور ” رمضان ” المبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات
والذي يقترب منا بنفاحاته الإمانية وغفرانه المرجو في لياليه وأيامه المباركة وباجواءه الروحانية التي ينتظرها الجميع بطلب الرحمة والمغفرة و” جدة ” وخاصة في رمضان المبارك تمنح الانسان الهدوء والطمأنينة والركون الى عوالمها المدهشة بعبقها التاريخي وحارتها العتيقة وفوانسيها المضيئة سواء علي الجانب الديني او الروحي في هذا الشهر الكريم او على الجانب الابداعي والتراثي وهي ترسم خصوصية ” المكان ” الذي هو المحرك الهام الذي يداعب مخيلة الفنان في اي فرع من فروعه وكم من مكان اسهم بشكل مؤثر في عقل ” المبدع ” وخلق منه حالة استثنائية اسهمت في تكوين روحه وفكره ووجدانه وعطائه .
و” جدة ” هذه المدينة الفاتنة الاسرة للقلوب ببحرها وايقاع حياتها الفريد وتسامحها مع ناسها وزائريها من كل الاطياف والحضارات التي بلورت جمال المكان وسطوته وكونت به فنوناً وادأب خالدة سجلها التاريخ بأحرف من نور ولا نبالغ اذا قلنا ان ” جدة ” بما حباها الله من فضاءات زاهية من البهاء والجمال قد انجبت لهذا الوطن كوكبة من المبدعين والادباء والفنانين والحرفين المهرة يتجلون بإبداعاتهم وخاصة في ليل رمضان الذي ينشط فيه الجميع لتقديم مالديهم من جمال يضفي جمالاً على جمال الملهم الوحيد هو ” المكان ” وهبة الله لهذه المدينة ” بحرها ” اليست .. هي ” العروس ” كما تلقب من الشعراء الذين عشقوها بل هاموا بها ..
ان للمكان اثره وتأثيره وخاصةفي هذا الشهر الكريم الذي يطرز ليال ” جدة ” بجماليات وروح انسان هذه المدينة وعكس لنا اثر هذه المدينة الساحرة في جمال ليلها .. ولهذا يتفاعل الادباء والفانيين الذي نثروا الوان لوحاتهم والمنشدين الذين صدحوا بأجمل الالحان والأهازيج في مثل هذه المناسبة السنوية ان ” المكان ” بجمالياته عكس روح الفكر المتخصر المتسامح الذي يعطي ولا ينتظر الجزاء والرد من احد
” جدة ” بمكانتها التاريخية هي ايضا بوابة القلب والروحانية والفن والحياة والضياء المنير .
همسة ..
كل عام وأنتم بخير وكل عام ونحن جميعا ً اكثر قرباً من الله جعلنا الله واياكم من الفائزين برحمة.
التصنيف: