اتفقنا انا والأخ رفيق علي بنوي في منتصف الثمانينات الميلادية وهو قريب لنا والعائد دوبو من رحلته الدراسية من سويسرا والذي تلقى تعليمه المتوسط والثانوي من لبنان،
المهم رجع لنا الاخ الدكتور رفيق بإفكار غريبة عجيبة ولكنها جميلة وقد أعجبت بها وقد قدمته بهذه المقدمة السريعة لتعرفوا ما اتفقنا عليه،،،،
في يوم من ايام المقعد واحنا جالسين قال لي إنتو ما عندكم أطفال صغار ،، قلت له يووووه الخير موجود والحمدلله. قالي ًايش رأيك نأخذهم رحله الى ابحر او الطائف،،،
فكرت شويه وقلت والله فكره حلوه وفرصه لبناء ذكرى لهم لا يمكن نسيانها
وبما انه دوبو راجع من بلاد بره وجاي بثقافته اللبنانية السويسرية قال لازم نعمل خطة عمل،، ضحكت وقلت يلا ياسيدي نعمل خطة عمل واحنا اياميها خطتنا تعتمد على الهبقه نكون جالسين وفجاه يقول واحد من البشكه يلا على البحر تحصل البشكه كلها وافقت وشويه تحصل نفسك في ابحر وتقضي عطلة نهاية الاسبوع في البحر طبعا بلا تخطيط ولا ترتيب وتطلع رحله ولا اروع.
المهم بدا الاخ يعمل خطة العمل بتحديد التاريخ اولا ثم موافقة اباء اطفالنا ثم كتابة احتياجاتنا ثم طرح برنامج الرحله ثم توزيع العمل الى اخره
بدأت في التواصل واقناع اباء وأمهات اطفالنا لأنو شي جديد عليهم. في البدايه اخدوها بهلله وضحك ولمن شافوا الموضوع جد بدأوا فيما بين الموافقه والرفض الين جبت رأسهم كلهم.
الأطفال الذين أصبحوا رجالا هم ابناء اخواني واخواتي وعيال اولاد عمي وبنات عمي اذكرهم عشان نعيد لهم ذكرى تلك الرحلة الجميلة وهم تركي بستنجي وعلاء عبدربه وبندر هاشم وعمرو عبدربه وثامر بن صادق ومدحت عبدربه وعادل مطر وطارق عبدربه
طبعا هؤلاء هم احفاد الوالد عبدالفتاح وعماني عمر وعبدالله عبدربه رحمهم الله الذين باركوا لنا في هذه الفكره التي لم يسبقنا لها احد وذلك عندما طلبت منهم الموافقه على هذه الرحله
وجاء موعد الرحله والفرحه لا تسع الصغار لانها اول مره يسافروا من غير آباءهم وأمهاتهم
انطلقنا من جده بعد صلاة الفجر ووصلنا الشفا وبدأوا الصغار في ترتيب المكان عشان نعلمهم كيفية التعاون وان نجاح اي عمل لا يكتمل الا عندما يكون التعاون بين الجميع حاضرا
زبطنا الفطور الذي عادة لا يحلو الا بوجود ملك السفره الصباحيه الفول الطائفي والمعصوب اللي يحبه قلبك بعد ان انتهينا من تناول احلى فطور بدا الصغار في ترفيع السفره وعدم رمي اي شي في الشارع وهذه كانت من اساسيات الدروس التي حرصنا على غرسها في عيالنا
وبدا البرنامج لابراز هواياتهم من مسابقات ثقافية وألعاب فرديه والتي كنّا مجهزينها انا والأخ رفيق والتي انتهت بوقت حر لهم يعملوا ما بدا لهم من حكاوي وضحك فيما بينهم
وجاء وقت الكوره والتي هي عشق الأطفال مابين اتحادي واهلاوي وانقسموا على فرقتين وبدأت المباراة الحماسية وطبعا مراح أقول لكم مين فاز عشان لا تقولوا عشاني اهلاوي
حرصنا ان نعلمهم كل شي مرتبط بالزمان والمكان فرتبنا الغداء لحم ودجاج مقلقل على الحجر والذي تشتهر به الطايف فكانت بالنسبه لهم أكله جديده وممتعه بالذات وهما يشوفوا اليماني وهو يقلقل اللحمه على الحجر وهم مستمتعين برائحة اللحم وطريقة قلقلته
عصرية الشفا جميله وكلكم تعرفوها أخذناهم على رؤوس الجبال والجو رائع بالمطره الخفيفه التي زادت من جمال المنظر
بعد ان انتهينا من تمشية الشفا نزلنا على الهدا والتي تشتهر بفاكهتها الطبيعية وطبعا لازم ناخذ هدايا لاهاليهم مكافأة لهم للسماح لعيالهم للقيام بهذه الرحله فكان التوت الطائفي والبرشومي والرمان الطائفي والخوخ هم أشهر ما يتوفر في فاكهة الصيف
اختتمنا الرحله قبل المغرب في رحلة النزول بالوقوف عند قرود الطايف فكانت سعاده لهم وهم يرمون الموز لهم وبين حب اللعب والخوف من هؤلاء القرود توكلنا على الله واتجهنا على جده لايصال كل طفل على بيته
كان الشكر من اهاليهم لا يوصف وتمنوا علينا تكرار مثل هذه الرحلات والتي مع الاسف دخلنا في معترك الحياه وكلي أسى على عدم تكرار مثل هذه الرحلات
المهم كل اطفالنا قد تجاوز الأربعين، تزيد عند البعض او تنقص عند البعض الاخر
هذه كانت لبنه من لبنات المقعد والفوائد الجميله التي تخرج من المقاعد الجداويه التي تزيد من ترابط المجتمع الجداوي ولا زالت
والى لقاء قادم وانتم في أتم الصحه والعافية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *