المعلم تعني التربية والتعليم

• د. منصور الحسيني

كنت قد كتبت الأسبوع الماضي عن أهمية المعلم/المعلمة في الارتقاء بنتائج التربية والتعليم، اليوم سأستعرض بعض الإحراجات الكبرى والتشتت الفكري الذي يمكن أن تحدثه مدخلات شخصية أو خاطئة من المعلم/ المعلمة لذهن العميل المتلقي وذلك هو الطالب/ الطالبة مما يجعل العملية التربوية والتعليمية تأخذ منحنى أكثر خطورة من طريق أبها جيزان.
قامت إحدى المعلمات داخل الفصل بتفهيم الطالبات الصغار (ثالث تمهيدي) أن الغناء حرام ومن يمارسه أو يسمعه يدخل النار، عادت الطفلة إلى المنزل وواجهت الوالدين بقولها ” أنتم ستدخلون النار لأنكم تسمعون للغناء”!!؟؟ تحرج الوالدين بماذا يُجيبون هذه الصغيرة الذكية التي تُبنى شخصيتها وفكرها في هذه المرحلة (ستة أعوام)؟ إذا كذبوا المعلمة فسوف تفقد الطالبة الثقة في معلمتها وقد تنعتها بالكذب أو عدم المعرفة لأنها في سن بريء يقول ما يعتقد، إذا لم يفعلوا هذا فهم سيقعون في مشكلة تضارب فكري بين كلامهم ومدخلات التربية والتعليم!!
لهذا أجد أنه من الضروري إجاد وسيلة إلكترونية تراقب سلوك المعلمين داخل الفصل لأن السلوك خارج الفصل قد لا يعكس الشخصية الفكرية للمعلم/المعلمة والتي تُبث خصائصها داخل الفصول، لابد أن تكون هناك عقوبة صارمة تصل للتقاعد القسري أو الطرد للذين ينقلون أفكارهم الشخصية للطلبة وبالذات تلك التي ليست أصلاً من المنهج الدراسي، وإذا ما سئل المعلم يُجيب بأن السؤال في الدين يكون للفقهاء وفي السياسة للسفراء ويركز هو/هي في تعليم الطلاب ما ينفعهم من السلوك والعلوم التي أقرتها وزارة التربية والتعليم لأن قاعة الدراسة وجدت لهذا السبب فقط.
لن تحدث نهضة تعليمية بدون النهوض بالمعلمين لأنهم أهم الأدوات، لابد من خلق منافسة بين الحاليين والخريجين من خلال اختبار قدرات مصمم بعناية بشرط أن يصبح راتب مدرس الابتدائي غير عادي، فهنالك مقولة عالمية “من يحضر اللحوم تأتيه الأسود واللوز يجمع القرود” فلا نضيع الوقت بعدم الموازنة بين المطلوب والمدفوع إذا كنا نبحث عن الجودة.
كنت أتمنى لو كان التعليم آخر معقل للسعودة الكاملة حتى نأتي بمحترفين يتعلم منهم الباقون بالاحتكاك ولكي تُخلق روح التنافس الشريف الذي تصب فوائده على كل المجتمع، فعندما يتدنى مستوى المعلم يأتي الجهل فيُهدم بيت العز ويقام بيت التطرف لأن تركيبة العقل البشري تتشكل قواعدها في السن المبكر الذي يرسخ المعلومة كالنقش على الحجر، ولهذا يحرص العالم المتقدم على اكتشاف مهارة وشخصية الطفل في هذه المرحلة للتعرف على القدرات الشخصية وتنميتها بالأساليب العلمية والعملية المتقدمة وليس حشوها بأفكار رجعية متفحمو.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *