[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

مقتل 40 وجرح 200 في الباكستان، مقتل 35 وجرح150 في العراق، مقتل 25 وجرح 100 في الصومال وجميعها كانت عمليات انتحارية حسب ما كان يوضح الخبر التلفزيوني، سألني حفيد شقيقتي الطفل الذي كان يجلس بجانبي عن ديانة هؤلاء المقتولين والمجروحين؟ فأخبرته أنهم مسلمون، فقال وهل من قتلهم هم الكفار؟ فأصابني الارتباك وكأنني مذنب يسأل أمام قاضي، ارتباكي سببه يقيني بوجوب مصارحته ومعرفتي بأن الحقيقة قد تصبح مصدر تشويش لفكره فيتأثر معتقده مستقبلاً.
عندما عرف الطفل الجواب المؤلم استمر في طرح الأسئلة التي منها: هل يقتل الكفار بعضهم كما يفعل المسلمون؟ هل صحيح أن من يفجر نفسه يدخل الجنة؟ هل من يقتل يدخل النار؟ لقد أمطرني هذا الحفيد بوابل من الأسئلة المحرجة لأن وضعنا كمسلمين أصبح محرجاً، نعم هذه الحقيقة التي لم ترق لطفل مسلم يقول له أهله ومدرسوه أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ويشاهد بعينه أن المسلمين يتفنون في القتل والترويع والمشكلة في بعضهم البعض، فما بالكم بالصورة التي تكونت عند طفل أو بالغ من غير المسلمين؟
ماذا نظن أن المعتوه فيصل شاه زاد قد زاد في كره غير المسلمين بمختلف معتقداتهم للمسلمين، وبالذات من يتحدثون الإنجليزية التي يجيدها عندما سمعوا وصيته وهو يدعي أن المسلمين سوف يسعدون عندما يشاهدون فعله المقيت (كان يظن أنه سوف يقتل الأبرياء) لو لم تفشل محاولته الانتحارية في ميدان تايم سكوير في نيويورك. لقد صرح هذا المجرم في حق الله قبل حقوق كثيرة عليه أن الدين الاسلامي يحث المسلمين على القتل وبالطبع بالطريقة التي كان يهم بتنفيذها، كيف لمسلم يعيش في الغرب أن يقنع الناس بأن القرآن لا يأمر بقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق بعد سماعهم قول هذا المتفيصل.
أعتقد جازماً أن الذي جعل المسلمين متناحرين في ما بينهم هو كثرة الاختلاف في مصادر التشريع التي لم تكتف بالقرآن والسنة النبوية المستمدة من هذ الهدي، بل تعدت كل المقاييس بحيث أصبح لدى كل حزب مجموعة أحاديث تتناقض مع الأحاديث التي لدى الحزب الآخر والكل يدعي أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بها وهو براء منها بأبي هو و أمي لأن نتائج ما جأت به هذه الأحاديث المزورة والتي نشرها المنافقون وتبناها الجاهلون لا يأتي بمثلها رسول كريم جاء بقرآن عظيم.
وجزمي يأتي من قول الحكيم الخبير سبحانه \” أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (النساء82)\” وهذا ما حدث ويحدث بسبب الاحتكام لما هو من عند غير الله بدليل الاختلاف المشهود وترك ما يجمع عليه الجميع أنه من عند الله ولا يوجد عليه اختلاف، فمن فعل ويفعل هذا بالإسلام والمسلمين؟ هل هي مؤامرة كما يروق لنا القول فقط؟ أم أن المسلمين هم أنفسهم يظلمون؟
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *