المسؤولية .. والعمل الفج
علي محمد الحسون
** تقول \”الحكاية\” ذات يوم وكان ذلك قبل حوالي ثلاثين عاماً ان ذهب مسؤول كبير لافتتاح مركز طبي في احد المنافذ البرية للحجاج، فكان ان وجد مركزاً \”مبهراً\” مجهزاً تجهيزاً طبياً فاخراً.. بالاسرة والمعدات الطبية وطبيب وطبيبة وممرضين وممرضات فسعد المسؤول بهذا العمل وشكر القائمين عليه وأثنى عليهم ثناءً عطراً على هذا المجهود وهذا الحرص الكبير في تقديم الخدمة الصحية، لكن الذي حدث في ذات الليلة ان علم المسؤول بالتالي بأن تلك التجهيزات غير صحيحة وان القائم على العمل يومها أتى ببعض الاسرة من مستشفى آخر ووضع تلك الاجهزة الطبية في ذلك المركز بعد ان أتى بها من المستشفى الكبير، وعاد الاطباء والممرضون الى مكان عملهم وبقيت بعض \”السرر\” ملطخة \”شراشفها\” بالدم فلا اطباء ولا ممرضين وممرضات.. فما ان علم المسؤول بهذه المعلومة حتى قام بزيارة خاطفة للمركز في ذات الليلة ليفاجأ بما شاهده وهو غير ما كان عليه الحال لحظة افتتاحه للمركز عندها اصدر قراره بنقل ذلك المسؤول من مكان عمله وقد كان.
هذا الفعل وهذا الخداع \”للمسؤول\” انه جرم وأي جرم فلابد من الوقوف امامه وقوفاً صارماً لأن في هذا العمل استغفالا لا بعده استغفال، ان ما حدث في ذلك الزمن يمكن ان يحدث في هذا الزمن بل وفي كل زمان ولكن اتخاذ المسؤول القرار الصارم والسريع هو المطلوب تجاه مثل هذا العمل الفج وهو ما فعله ذلك المسؤول بطلب نقل الموظف من مكان عمله الى مدينة أخرى ، إنها مسؤولية النجاح وضريبته.
التصنيف: