المسؤولية بين مسؤول وآخر

• علي محمد الحسون

•• قبل سنوات أذكر أن ذهب أحد أمراء احدى المناطق لافتتاح مستوصف كان قد أقيم في منطقة نائية بعض الشيء عن مركز تلك المدينة. فسر ذلك المسؤول بما شاهده من عناية فائقة بالمستوصف، وما كان عليه من استعدادات غاية في الرقي زد على ذلك بأن كل ما به من معدات وأسرة كلها كانت جديدة، وهناك ثلاثة أطباء وممرضات، افتتح ذلك المستوصف، وهو كله سعادة في ثاني يوم اتاه من يخبره بأن كل ذلك الذي شاهده وسره لم يكن إلا من أجل افتتاح المستوصف، ولكي تشهد بأن كل الأمور على أحسن حال، وعليك أن ترسل من يتأكد مما أقول..
استمع المسؤول كل ذلك.. وقال ان شاء الله, فما كان منه إلا أن ركب سيارته في تلك الليلة، وذهب لوحده الى ذلك المستوصف ليجد كل الذي رآه يوم الافتتاح أمس غير موجود، بل شاهد غرفة بها سرير عليه غطاء في نصفه بقعة “دم”، عندها لم يحتمل ذلك، وقد كان أن تم نقل ذلك المسؤول إلى منطقة أخرى على وجه السرعة.. مناسبة هذا الكلام أن هناك بعض المسؤولين لا يهمهم الاخلاص في العمل بقدر ما يعنيهم الظهور أمام المسؤول الأول بأنهم يعملون.. وهذا يحتاج إلى رقابة وعناية دائمة.. كما اننا نحتاج إلى مثل ذلك المسؤول الذي لم يتحمل وجود مثل ذلك الموظف فعمل على نقله من مكان عمله بكل السرعة والدقة.. فهو كان حريصاً على أن يكون كل ما يقدم للمواطن في أحسن حالاته.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *