المسؤولية الاجتماعية للشركات

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]

مصطلح المسؤولية الاجتماعية قد يكون من المصطلحات المتداولة والجديدة على الساحة الإعلامية والاجتماعية في السنوات القليلة الماضية وعلى المجتمع مع أن حقيقة مفهومها وتطبيقاتها تنبع من أسس التعاملات الإسلامية السامية في مشاركة الآخرين وتحقيق مبدأ التكافل والتعاون وأعمال التطوع في الأعمال الإنسانية والاجتماعية سواء في أوقات الأزمات أو غيرها ووردت العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على مفهوم المسؤولية الاجتماعية وأهميتها في بناء وسلامة المجتمع وقوته ومدى تماسك أفراده وجماعاته قال تعالى (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) وقوله (وتعاونوا على البر والتقوى) وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) بمعنى أن المسؤولية الاجتماعية تمثل صورة رائعة من صور التكافل الاجتماعي ونوعاً من المبادرات الإنسانية السامية لمد يد العون لأفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة والمساهمة العملية وخاصة من جانب القطاع الخاص في إنماء المجتمع بغاية إنسانية نبيلة بعيدة عن أي مردود أو مطمح دنيوي.
وقد أشارت الكثير من المعاجم إلى المعنى اللغوي للمسؤولية الاجتماعية وقالت إنها الوفاء المطلوب أما البنك الدولي فيعرف المسؤولية الاجتماعية للشركات بأنها التزام أصحاب النشاطات التجارية بالإسهام في التنمية المستدامة من خلال العمل مع المجتمع المحلي بهدف تحسين مستوى الناس بأسلوب يخدم الاقتصاد والتنمية.
ومن خلال هذا التعريف الموجز ندرك أن المفهوم الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية مفهوم متصل وليس منقطعاً في الاستثمار وتحقيق برامج مستدامة تعود بالنفع والفائدة على المجتمع، خصوصاً إذا علمنا أن مساهمة القطاع الخاص لدينا برجال أعماله الذين يزيدون عن (40) ألف رجل أعمال في المملكة جزء ضئيل ولا يكاد يذكر ويقارن أمام تجارب ومساهمات القطاع الخاص في الدول المتقدمة إلا أن ضعف هذا الرقم لا يجعلنا نغفل بعض النماذج المتميزة لبعض شركاتنا السعودية الكبرى والرائدة في هذا المجال والتي يجب أن تكون القدوة والمثل لبقية الشركات الأخرى.
وفي هذا الجانب فقد أحسن الأستاذ عبدالله العلي النعيم عندما اخرج لنا كتابه الهام عن (دور القطاعين العام والخاص والجمعيات الخيرية في تفعيل المسؤولية الاجتماعية نماذج من المملكة العربية السعودية) والذي يعد من المراجع الهامة التي لا يستغني عنه قطاع الأعمال لما شمله من إيضاح لمفاهيم المسؤولية الاجتماعية وطبيعتها وتعريفها وإطارها التشريعي وعرض لأبرز المؤسسات والجهات التي تقوم بجزء من هذا الدور إلى جانب دور وزارة الشؤون الاجتماعية وعرض لبعض التجارب والنماذج التطبيقية للمسؤولية الاجتماعية.
ويجب قبل ذلك كله من الاهتمام التام بنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية سواء على النطاق الاجتماعي أو على مستوى القطاع الخاص لأهميتها في تحقيق الهدف المنشود ولان المحصلة النهائية كلها تصب في خدمة المواطن وتنمية الوطن والارتقاء به إلى مصاف العالم الأول.. وهذا علمي والسلام.