[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

من أسوأ الأمور التي نشاهدها في حياتنا اليومية وتجلب الكثير من المعاناة والأمراض حركة السير في الطرقات، وبالرغم من التطور الذي تشهده قطاعات وزارة الداخلية مثل الجوازات والدفاع المدني إلا أن المشاهد يجد أن المرور تحول من مسؤولية السير وتطويره إلى مهمة تجارية تقتصر على التفنن في وضع الكاميرات وحصد المخالفات لجمع الأموال بدون أية مشاركة في تطوير الحال.
مدارس القيادة الغريبة والتي تمنح الرخصة لمن لا يستحق مسمى سائق من داخل (حوش) لا يمت بالحقيقة التي ستتم فيها القيادة بصلة وباستهتار متناهٍ خرجت عينات من البشر يتحكمون في مركبات بصورة مخالفة لأنظمة المرور المتعارف عليها عالمياً مثل الوقوف المفاجئ، الدوران من أقصى اليمين إلى اليسار وغيرها الكثير، المضحك المبكي أن كل هذا يتم أمام رجل المرور الذي لا يحرك ساكناً إما لأنه لا يعرف أنها مخالفة وهو أول من يمارسها أو لأنه تحول عمله للتبليغ عن الحوادث ومباشرة الخطيرة جداً جداً منها فقط.
المرور خرج من الشارع ولا تشاهده سوى في أماكن قليلة جداً، هنالك مناطق معروفة بشدة ازدحامها ومعروف سبب الازدحام وأشهرها التوقف العشوائي ولكن لا تجد رجل مرور طوال العام هناك وإن وجد وبسبب ضعف تأهيله يكون هو سبب تفاقم الوضع بحكم أنه لا يعي حتى أين يوقف سيارته التي في الغالب تكون هي سبب الازدحام، لابد وأن يعاد النظر في تأهيل رجل المرور وصرف بعض (الدنانير) عليه من دخل ساهر الكبير.
وعلى ذكر ساهر لم نشاهد أن المرور قام بصرف جزء بسيط من هذه الأموال الطائلة في برامج توعوية أو زيادة الأفراد ليباشروا العمل الميداني الذي فيه تثقيف وضبط لا تحسنه الكاميرات التي أحضرت بدقة متناهية لمجتمع لم يتعود عليها ولم يجد أن الجهاز الذي يجيد نشر الكاميرات وبسرعة فائقة قد تحسن أداءه الميداني أو انعكست فوائد الأرباح على رجل المرور نفسه.
المرور ليس سرعة فقط بقدر ما هو تنظيم، تثقيف ووقاية، السرعة أحد مخالفات المرور الخطيرة ولكن هنالك أمور كثيرة نتائجها تكون مرتبطة بدور المرور النوعي، فرخص البناء وفتح المحلات التجارية لابد أن يكون لدى المرور نظام لها تلتزم به البلديات، كذلك من المفروض أن يكون رجل المرور مطلعاً على قواعد السير ولا يقبل مخالفتها ويقف متفرجاً لأنها كثيرة أو لأنه لم يطلب منه متابعتها طوال فترة عمله، المرور يحتاج لإعادة صياغة في الأداء وتنظيم يفرز نتائج على أرض الواقع وليس في التقارير.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *