[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف [/COLOR][/ALIGN]

تتعرض المرأة المسلمة اليوم إلى ما يشبه الوأد الذي أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (إذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت)، فالبنت في عصور الظلام قبل الإسلام تقتل خشية أن تجلب العار لأهلها، فيدسها الأب على مهل لأمر يراه محتملاً أن يقع، أن يغويها رجل، فتقع في الرذيلة، فتلوث عرضه، وينتشر اليوم في عصرنا فكر يحرم المرأة من سائر حقوقها الشرعية والإنسانية لمجرد أوهام يرى أنها محتملة الوقوع، فيحرمها من عمل تجلب به رزقها لوهم أن خروجها إليه يقتضي اختلاطها بالرجال، وحكم بضعفها واستسلامها لهم، وحكم بأن سائرهم ذئاب بشرية، وحرمت من أن تباشر تجارتها بنفسها لذات السبب، وحرمت من أن تراجع الإدارات الحكومية لتحصل على خدماتها لذات السبب، حتى إنها في المحاكم إلى عهد قريب تطالب بأن يكون لها وكيل رجل عند التقاضي، واليوم لا تقبل بطاقة هويتها كتعريف بشخصيتها وتطالب بمعرفين من الرجال، وأبحث عن هذا الفكر في ما يتحدث به الكثيرون عن فصل تام بين النساء والرجال، حتى اعتبر أحدهم حديث امرأة إلى رجل في مجمع الناس خلوة، ولم يخش أن يصرح به، وأذكر ما يواجه قرار أن تشتغل النساء بائعات للوازم النساء، وأسمع الضجيج إذا ظهرت النساء في محفل مع مسؤول أو حتى مع ولي الأمر، وأسمع الرفض أن تتولى المرأة منصباً من المناصب الهامة في الحكومة، وأسمعهم يتحدثون عن رفضهم لابتعاث الطالبات لتحصيل مختلف العلوم، واسمع حديثهم عن توظيف المرأة، وأن الأولى بتلك الوظائف الرجال، وما أن تتميز امرأة في علم أو عمل إلا وسمعت الألسنة تنال عرضها، فهذا اللون من الفكر لا ينظر إلى المرأة إلا أنها وعاء للذة الرجل وتلد له الأبناء، مكانها الوحيد البيت لا ترى ولا ترى، يحيي أفكار لم يكن لها نماء إلا في مجتمع لا يعرف أحكام الدين، ولايدرك الواقع، يعالج ما يظنه فتنة النساء بكثير من المظالم، فتتردد عبارات من لون: استعينوا عليهن بالعري والجوع، ولا تعلمونهن القراءة والكتابة، وردد معهم العامة المرأة ليس لها إلا بيت الزوج أو الدفن في القوز (والقوز لمن لايعرفه التراب المجتمع الذي يعلو بعضه بعضاً)، وظهر في بعض أرجاء بلادنا من القرى والأرياف حرمان النساء من أرثهن في آبائهن وأخوانهن، ألا ترون معي أن هذا الفكر يؤدي إلى وأد حديث للمرأة وأنه يستحق المجاهرة برده، هو ما أرجو والله ولي التوفيق..

ص.ب 35485 جدة 21488
فاكس:6407043
alshareef [email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *