المرأة المثالية وصور الوفاء

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]

تقذف علينا وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة كل لحظة بحزمة من المشكلات الأسرية التي تفاقمت في الآونة الاخيرة ووصلت الى حد الظاهرة
من طلاق وخلع وعنف أسري يصل احيانا الى حد إزهاق الارواح البريئة من نساء واطفال وشيوخ وتتندر بعض وسائل الإعلام احيانا بنكات سمجة ثقيلة الدم
تصفها بالسبق الصحفي وكأنها قد اكتشفت مخلوقات أخرى على سطحه إحدى الكواكب غير الارض ومن امثلة ذلك العنف الأسري وخصوصا ضرب الزوجات للأزواج.فيفردون مساحات من البث التلفزيوني للبطل الهمام (زوج الست) المعتدى عليه بالضرب والركل من الزوجة المفترية حتى انه بين عشية وضحاها يصبح نجما تلفزيونيا لامعا يغبطه كل زوج مغلوب على امره هذه هي النماذج التي تعكسها قنواتنا التلفزيونية العربية بغير وجل من الله أو حياء من خلقه وإذا كانت هذه النماذج هي السائدة في محيطنا الأسري فكيف يكون نتاجها من النشء صبيانا وبناتا وماذا سيقدمون لدينهم وامتهم واوطانهم من خير. وكم كنا نتعشم من وسائلنا الاعلامية المختلفة ان تعكس لنا الصور المضيئة لنسائنا المؤمنات القانتات من سيدات هذه الارض المباركة من الجيل السابق تلك النبتات العطرة التي عطرت بأريجها بيوتنا ومجتمعنا الأسري المحافظ. وسأنقل بعض تلك النماذج
التي يفخر بها اي مجتمع وقد عايشتها عن قرب واعرف اشخاصها حق المعرفة اولئك السيدات اللائي نشأن في عصر ماقبل التطور والرقي الذي يعيش في رغده بنات هذا الجيل إمرأة ترملت في ريعان الصبى ولها ثمانية من الابناء والبنات خمس من بناتها طبيبات يحملن شهادة الزماله في الطب والثلاثة ابناء الذكور اساتذة في الجامعات المختلفة كافحت هذه المرأة حتى انحنى ظهرها على مكنة الحياكة تخيط للجارات ملابسهن .
وسيدة أخرى سكنت مع وليدها في احدى الاربطة الخيرية بعد ان هجرها زوجها وسافر حتى انها كانت تغسل وتكوي ملابس الجيران على الطشت ومكواة الفحم
وربت ابنها حتى اصبح من امهر الجراحين السعوديين ,وثالثة ترملت في الخامسة والعشرين من عمرها وابناؤها الثلاثة من كبار الطيارين على اسرع الطائرات في اسطولنا السعودي العريق.
هذه هي الصور المضيئة التي يجب ان يعكسها الاعلام للمجتمع ,فهن سيدات لم يتلقين تعليمهن في مدارس ولا كليات بل رضعن الوفاء والصبر مع حليب الامهات
في بيوت غمرها الايمان فحلت عليها بركات السماء فغمرتها الطمأنينة والوئام الاسري وكم اتمنى على مؤسساتنا الاجتماعية والإعلامية ان تحيي يوما يكون من
فعالياته تكريم المرأة المثالية في مجتمعنا ايا كانت زوجة او اما او اختا تقوم مؤسساتنا التجارية بتقديم الهداية والهبات والتبرعات العينية والمادية لهذه المرأة فتقوم هذه السيدة بسرد قصة كفاحها على بنات جنسها من جيل هذا العصر ويقوم الاعلام بعرضها عبر الشاشة الصغيرة كما اوجه دعوة لكتاب الدراما لدينا ولمؤسسات الإنتاج الإعلامي للبحث عن أمثال هذه الشخصيات الأسطورية صاحبات الإرادة الفولاذية لتقديمهن إلى المجتمع وكما يقول المختصون الإغراق في المحلية هو العتبة الأولى للانطلاق للعالمية فهل هم فاعلون فهذا اقل الوفاء لأهل الوفاء
وقفة
قال احد الفلاسفة (إن المرأة التي تهز المهد بشمالها هي المرأة التي تهز العالم بيمينها )
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *