* أبيات جميلة سطرها يراع شاعرنا المبدع الأستاذ محمد عبدالمحسن حليت مسلم في صحيفة “عكاظ” بالعدد الصادر يوم عيد الفطر المبارك غرة شهر شوال 1437هـ عنوان تلك الأبيات: “أنا المدينة”!
* نعم “طابا” عاصمة الاسلام الأولى وإلى أن تقوم الساعة! ومناسبة هذه الأبيات الماتعة شرذمة التدمير التي انطلقت مع آذان المغرب يوم صيام المسلمين في آخر الشهر المبارك رمضان! والحق جعل كيد الظالمين في نحورهم وردت إليهم شرورهم! وما أجمل عنوان تلك الأبيات: “أنا المدينة”! ومطلع تلك الخواطر:

أنا المدينة من في الكون يجهلني
ومن تراه درى عني وما شغلا
وصرت “سيدة الدنيا” به شرفاً
واسمي لكل حدود الأرض قد وصلا
فكل مغترب داويت غربته
مسحت دمعته حولتها جذلا
وفي هواي ملايين تنام على ذكري
وتصحو على طيفي إذا ارتحلا
تنافسوا في غرامي أرسلوا كتباً
وأنفقوا عندها الركبان والرسلا

* أقول لا فض فوه شاعرنا المجيد العاشق ونحن معه لدار هجرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وصحبه الأبرار، وفتح المهاجرون والأنصار بقيادة سيدنا خاتم رسل الله في الأرض!
وما أجمل قول الشاعر العاشق لمهاجر خاتم رسل الله وأنا معه:

أنا المدينة الفيحاء ذا نسبي
إذا البدور رأتني أطرقت خجلا
* ومع شكري العاطر لشاعرنا المفوه الشجاع، فإني أرجوه تعديل جملة: تخرج منها في البيت الثاني: “فيحول الكلمة”منها” إلى”فيها”، فهذه التي قلت أصح عربياً، لأن “منها” تعني الطرد! وشاعرنا أدرى بهذه اللغة الفصحى الجميلة التي هجرها أهلها فأصبحت غريبة!
والجاهليون كانوا أفصح وأبلغ منا في العربية لغة كتابنا وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، كانوا أفصح وأعلم منا بهذه اللغة الشاعرة الجميلة، يتحدثون بها فيما بينهم وعلى الأصح يكتبونها وحروفها “المنقوطة” عارية، ومع ذلك فإنهم لا يلحنون! إذاً نحن العرب أصبحت لغتنا شبه غريبة، وانطلقنا نتحدث باللهجات العامية، حتى في جامعاتنا ودروسها العربية انقلبت إلى لهجات أقرب الى “العجمة” ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *