[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيه بن مراد العطرجي[/COLOR][/ALIGN]

المرء ليس معصوماً من الخطأ في أي أمر من أموره الحياتية ، فمن أخطأ وجب عليه العقاب الذي يتناسب مع الخطأ الذي أرتكبه ، والإدارات الحكومية لها أنظمة يتوجب التقيد بها ، ومن تعداها يكون من المخالفين الذين تطبق عليهم اللوائح الخاصة بذلك ، والمخالفات المرورية لها جزاءات مالية الهدف منها تنبيه المخالف بأن لا يتجاوز الأنظمة والتعليمات التي وضعت من أجل سلامته والآخرين ، إلا أنها غدت بهيكلها الجديد عذاباً مدمراً لمن ينالها نظراً لارتفاع قيمتها المالية ، والأدهى والأمر أنه إذا لم تسدد خلال شهر من تاريخ الحصول عليها ترتفع قيمتها للحد الأعلى بمضاعفة قيمتها ، دون أن تكون هناك حملات إعلانية من خلال وسائل الإعلام المختلفة تنبه وتوضح لقائدي المركبات الأنظمة والتعليمات الحديثة التي اعتمدتها الإدارة العامة للمرور ، وقد صرح معالي الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي – إن نظام المرور الجديد بشأن مضاعفة المخالفات المرورية بأنه من الناحية الشرعية لا تعتبر من الربا , لأن الربا هو في التعامل بين الناس , أما هذه فمن باب العقوبات المالية التي هي مشروعة في أصح أقوال أهل العلم وهو رأي جمع من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لقوله صلى الله عليه وسلم في حق مانع الزكاة ( ومن منعها فانا أخذوها وشطر ماله ) وغير ذلك من الأدلة , لكنني وضحت أنه لابد من الرفق بالناس , ولا ينبغي تكليفهم بما لا يطيقون , ففرق بين بيان الحكم الشرعي وبين إقرار هذا الأمر , فلم يكن لي فتوى استند عليها من اتخذ هذا الإجراء , وإنني دائماً أدعو ولاة الأمر وفقهم الله إلى التخفيف عن الناس والرفق بهم , وإعادة النظر في الرسوم التي أثقلت كواهل الفقراء , بل بعض متوسطي الحال وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه , ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به ) – ومن ناحية أخرى لا بد من توعية رجل المرور الميداني الذي يتعامل مع شرائح مختلفة ( دكتور ، مهندس ، مدرس ، مقيم ، زائر . . ) بحيث يكون ذا طابع إيجابي خالٍ من السلبيات بأن يتم إلحاقهم بدورات تدريبية منتظمة تُؤهلهم لذلك ، وتنمي في داخلهم أسلوب الحوار الهادف والتعامل القيم مع الغير ، لتحسين صورته التي هي جزء من الرسالة الموجهة للمجتمع .
فهل يرأف ولاة الأمر بتخفيف قيمة المخالفات المرورية في الزمن الذي يعاني فيه أكثر غالبية أفراد الشعب من الغلاء الذي تشعبت جذوره بين السلع الغذائية والوحدات السكنية . . وكل ما له استخدام مباشر بحياة المرء في أرض أبناء الجود والكرم .
همسة : القوة على الضعيف ظلم .
ناسوخ 0500500313

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *