المحتسبون وفقه الاحتساب

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد الرباعي[/COLOR][/ALIGN]

تطرق الإعلامي الدكتور عبدالعزيز قاسم الأسبوع الماضي من خلال برنامجه الأسبوعي -حراك- عن موضوع المحتسبين وفقه الاحتساب حيث كان مُجمل الحوار في حلقته عن بعض قضايا الاحتساب التي حصلت لدينا وحول بعض الأمور الشائكة لبعض قضايانا الاجتماعية وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها الدكتور قاسم هي أن ضيفا حلقته مع الاحتساب جملةً وتفصيلاً ، ولا شك في ذلك فنحنُ أيضاً مع الاحتساب، ولكن .. متى يكون هذا الاحتساب ؟ وما هي صفات المحتسب ؟.
شريعتنا الإسلامية وأهل العلم بينوا معنى الاحتساب وشروطه وصفات المحتسب واتفق الجميع على أن الاحتساب يكون عند وجود -منكر ظاهر- بمعنى ألا أبحث عن المنكر لكي أنكره واحتسب الأجر من خلاله فالرسول صلى الله عليه وسلم قال :\”من رأى منكم منكراً فليغيره…إلخ\” وهنا دلالة واضحة على أن المنكر ينكر بالرؤيا وإلا قد اندرج تحت باب التجسس والذي نهانا عنه رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، والحقيقة التي لُمست في الفترة الأخيرة أن الاحتساب بات حاضراً في كل مكان وزمان،في موقعه وغير موقعه ، بل وصل الاحتساب إلى مواقع التواصل الاجتماعي فتجد من يصف نفسه بـ \”المحتسب\” يجول ويصول بين حسابات المستخدمين باحثاً عن – أي شيء – لكي يحتسب من خلاله.
عندما ننظر إلى بعض قضايا الاحتساب التي حصلت في مجتمعنا نجد أن أغلب تلك القضايا حصلت في مسائل اجتهادية وحسب شروط الاحتساب فإنه يجب ألا يكون الاحتساب في المسائل الاجتهادية،وأيضاً أحياناً يكون الاحتساب من أشخاص ليس لهم أهلية تامة بمعرفة أحكام الشرع وإنما تأخذه العاطفة الدينية متناسياً شروط الاحتساب وصفات المُحتسب.نعم جميعنا مع الاحتساب بل وننادي به ملبين ما أمرنا به الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن لا بد من تقنين الاحتساب حسب شروطه وأحكامه ونواهيه كي لا يكون سلاحاً باسم الدين لكل من له آراء مختلفة أو قناعات مُعينة.
أختم بقاعدة دينية لأحد أهل العلم وتصف حال اليوم لبعض المحتسبين:\”إن بعض أهل الدين ينكر منكرا وهو مصيب،لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء يوجب الفرقة بين الإخوان\”.
[email protected]
Twitter: @ahmadalrabai