المحتسبون مالهم وما عليهم

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

ساءنا ما حدث في مهرجان قرية الثمامة للتراث والثقافة من سلوكيات شباب يدعون بعملهم احتساباً إلى الله ، وأي احتساب هذا ؟ بل بحث وتفتيش عن ما هو منكر ، نعم هو منكر لكن بنظرهم ، وليس بنظر الإنسان المعتدل ، الذي يميز بين الحق والباطل وبين الجمال والقبح وبين الخير والشر.
إن هذه القرية التراثية التي تحكي عن تراثِ الآباءِ والأجدادِ هي مسرحٌ تاريخيٌ في الوقت الحاضر، وللأجيال في المستقبل وكذلك رسالةً تقرأها كل الشعوب والثقافات المجاورة والبعيدة في كل العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه أن المملكةِ لها تراثٌ تاريخيٌ عميق راسخ في الأرضِ وثابت عليها حضارةٌ عربيةٌ أصيلةٌ تحكي عن نجدِ القديمة والحديثة بتراث أدبِّها وشِّعرِها، وعن الحجاز الثري برسالاتِ النبوةِ والعلمِ واللغةِ البليغة، وجنوبها بتاريخ عسير ونجران يكتب لها النصر في القوة والعلم والازدهار في الربيع ، وشرقها مغامرةُ الأجدادُ في البحار، تشهدُ بلاد الهندِ أنهم رجال ، هذه بلادنا بشمالها الكرم الحاتمي يرحبُ بكلِ ضيفٍ أن له دارا ، فهذه بلاد القرار .
بعد أن قرأنا تاريخ بلادنا في كل المعاجم الحافل بالقيمِ والأخلاق والحرية التي كانت ولا زالت تسمو في كل المدن .يأتي أشخاصٌ لا ثقافةً لهم في الفقه الإسلامي المعاصر ولا حتى يملكون أدوات فن الأدب في الحوار ، لا نعرف من هم ! وماذا يريدون ؟ وبأي منهج يسلكون ؟ تكرر سلوكهم أكثر من محفلٍ ثقافي ، بصورٍ أشدُ من الغرابة . هذا هو التطرف الذي يقود إلى الكراهية بلا تفكيرٍ ولا هوادة . حيث لو عرضنا تاريخ التطرف لا يكفينا كتابٌ من حيثُ الأسباب والدوافع والنشوء والتصرف.
في عقل المتطرف سلوكٌ غريب اتجاه الاخر ، بأنه الأصح وغيره ليس على صواب . حيثُ يتبين أنها نزعة من بيئةٍ عدوانيةٍ أو ربما لا أخلاقية ، مما ينتج صراع داخل الذات ، والاتجاه إلى أعلى قمم الأخلاق وهذه ردة فعل عنيفة أو قل إنها هروب من ماضٍ أسودٍ كالسجن مثلاً أو لتعرض حادثٍ مؤلمٍ. وهذه ليست قمم أخلاق بل بعيدا عن الأخلاق.فعليهم الرجوع إلى الاعتدال فهي الوسيلة الوحيدة للتعايش بين جميع الثقافات من منطلق التسامح والإنسانية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *