[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

قبل أربع سنوات وبضعة أشهر كانت الخطوة الأولى نحو السماح للمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، والتي فرح بها كل متطلع إلى خطوات اصلاح مهمة في هذا الوطن، والمتمثلة في أول انتخابات لنصف اعضاء المجالس البلدية، بعد أن تم تهميشها زمناً طويلاً، واستطاعت أن تفشلها فتاوى القوائم الذهبية، التي جاءت بأعضاء لهذه المجالس أراد أن يفرضهم تيار معروف باسم الدين، ونجحوا بعد تكتيكات صحوية في الوصول إلى هذه المجالس، لتمضي أربع سنوات كاملة ولا أحد يدري ما الذي كان يصنعه هؤلاء في تلك المجالس، إلا ما نسمعه عن اجتماعات تعقد وصور لها تنشر، واعتراضات على احتفالات أعياد ومواسم تشارك فيها البلديات لإدخال الفرحة على سكان المدن، بحجة أن تلك الاحتفالات اختلاط بين الرجال والنساء أو مخالفات شرعية كما يزعم.
أما العمل المناط بتلك المجالس في الاشراف على عمل البلديات، وتقديم النصح لها، والموافقة أو المعارضة على ما تخطط له من مشاريع أو تنفذها وما يرصد لها من أموال وطريقة استخدامها، فهو ما لم نسمع عنه قط، خاصة في مجلس بلدي جدة، التي اصابتها الفاجعة يوم الاربعاء 8-12-1430هـ في مقتل، وكان الغائبون عن مسرح الكارثة تماما هم أعضاء المجلس البلدي، وهل لو كان لهم حضور فعلي مشارك لأمانة جدة في مهمتها حدث ما آلم الجميع، وهل لو كان المنتخبون منهم على الخصوص الذين أفتى الدعاة الصحويون بانتخابهم يمتلكون علماً وخبرة، وجاؤوا إلى المجلس من أجل أن يساعدوا على اصلاح خطوات الأمانة، وهي تمارس العمل الخدمي المباشر للمدينة كان من الممكن أن يحدث مثل ذلك، ثم ما هي مسؤولية هؤلاء عما حدث؟!
أليس تقاعسهم عن ممارسة الدور المناط بهم عواقبه اعمال الأمانة أحد أسباب الكارثة، إن المنطق يرشد إلى هذا، فلو كانوا مهمشين أو لا يُؤخذ لهم رأي كما يعتذر بعضهم، أما كان الأولى بهم أن يعتذروا عن دور شكلي لا يقدم ولا يؤخر.
إن أهل جدة اليوم لهم من الحقوق على هؤلاء ما يجعلهم في مواجهة المحاسبة على سنوات أربع اهدروها في ما لا طائل تحته، وظلوا في الاجتماعات يثرثرون في ما لا يجدي نفعا، وكأن عضوية المجلس شرف اجتماعي لا عملاص وطنياً مطلوباً للاصلاح، ورغم أننا نظن أن اللجنة التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – ستخضعهم للمساءلة، إلا أننا نرجو أن تواتيهم الجرأة، خاصة منهم هؤلاء الذين انتخبوا وفق فتوى القوائم الذهبية، والذين غابت عنا اخبارهم منذ دخولهم المجلس وحتى يوم الناس هذا، وأن يقدموا لمواطني جدة عن نشاطاتهم، وما قدموه من اقتراحات وما اعترضوا عليه من قرارات طوال هذه المدة، واثر ذلك فيما تعانيه جدة من هذا القصور التام في الخدمات والذي أدى إلى هذه الفاجعة، فغيابهم عن الحراك المشتعل منذ الحدث وحتى اليوم يثير كثيرا من التساؤلات التي اجاباتها في غير مصلحتهم، فهل سيستيقظون؟!! هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 فاكس 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *