المجتمع وهوس الطائفية

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مها الشهري[/COLOR][/ALIGN]

على ضوء سلسلة الأحداث التي ظهرت مؤخرا في منطقة الخليج وعما يثار تجاه الطوائف من الأقاويل التي لا تنتهي ويرددها العامة دائما وخصوصا من الاكثرية الأصوليين , في حين توصف ايران كونها خطرا إقليميا كحالة من التصعيد في المنطقة. وبلا شك ان التوجه الديني الإقصائي في بعض المجتمعات الخليجية يخلق شيئا من الهلوسة والمبالغات المتعمدة والمؤثرة بدورها سلبا على عقل الفرد المواطن , غير انه من المفترض ان تطمح هذه المجتمعات الى تحقيق الانتماء الوطني وليس الانتماء العرقي او المذهبي الذي يولد التفرقة والانشقاق فيما بينهم ذلك الامر الذي يبرز التعصب والانحياز الملازم للجهل . وكما نعرف بأن كل طائفة في الوطن لها حركة داخل المجتمع ولكنها ليست منفصلة عنه انما من الضرورة ان تنتمي إليه بأمر مشترك مهم يحقق لها ولغيرها نفس الضروريات والحقوق والاحتياجات , فالتعدد مفروغ منه ووجوده مطلب ويجب ان يكون لأجل ذلك \” مقبولا \” . ولكن على النحو السلبي تأتي التعبيرات التي تقوم بالالتفاف على مفهوم الحس الإنساني ومفهوم الطائفية والاختلاف المذهبي الذي يسيطر بشكل واضح على الخطابات الدينية والإجتماعية الفكرية والثقافية وبقاعدة تنظيرية يعتبرها افراد المجتمع \”بديهية\” . فلا يمكن ان يتم الحكم جزافا على اي مواطن شيعي في الخليج بأنه ذو توجه سياسي ولا يمكنه ان يبقى متهما وفي محل التخوين دائما من حيث لا يملك ان يبرئ نفسه في كل مرة من الانتماء لإيران وليس من المنطق ان نعتبر أي إشكال تثيره الطوائف بأن وراءه
تحريضا من دول خارجية لسبب الانتماء العرقي فهذا ينم عن جهل فاحش بتاريخ الطوائف والأصوليين .ولا ينبغي ايضا ان تعتبر ممارسات الافراد بغض النظر عن نوعها بأنها تابعة لأغراض سياسية او نابعة عن دوافع دينية وبالتالي كيف يقحم النزاع المذهبي في التوجهات السياسية؟..الأمر الذي من جانبه الاخر يفرق ويزعزع وحدة الأمن النفسي والذي يلحق الاضرار بضرورته المُلحه فيما يعطل دوره في توطيد وحدة الانتماء الوطني.
هذه التحليلات تبقى غير منطقية وغير مقنعة ويجب ان تسير وتُعالج في معزل تام عما يعيق تحقيق الاستقرار الاجتماعي والانتماء الوطني والذي نحتاج لاجله احياء الحس الإنساني في تعاملاتنا وتوجهاتنا الاخلاقية. وقد يكون هذا اهم حوافز السلامة لوحدة ابناء هذه الاوطان واستقرار شعوبها .

كاتبة سعودية
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *