كلما شاهدت عملاً ثقافياً أو إعلامياً مقدما للأطفال.. فإن أول شيء أبحث عنه في ذلك العمل هو الهدف الذي من أجله تم إنتاج ذلك العمل وصياغته.. بالنسبة للأطفال.. وهذا الأمر ليس من السهل الوصول إليه خاصة في الأعمال السينمائية المخصصة للأطفال.. والتي بدورها تعتمد على أمور إنتاجية وتكنولوجية كثيرة.. من أجل استقطاب أكبر عدد من المشاهدين من كافة الأعمار.
ولو فكرنا في العودة إلى الأعمال الكلاسيكية التي قدمت للأطفال .. لرأينا أن الكثير من الأهداف تكمن في تلك القصص وتلك الروايات المكتوبة للطفل منذ قديم الزمان.. على الرغم من أن معظمها يعتمد على الخيال والأسطورة.. أكثر من اعتمادها على الحياة الواقعية.. والتي هي أقرب الأشياء إلى عقل الطفل وإدراكه.. وإحساسه كذلك.. ولن نحاول الغوص في أعماق تلك الحكايات والأساطير.. فالمساحة الورقية لا تحتمل الكثير من الكلمات والشروح.. خاصة في مثل هذه الموضوعات الحساسة جدا بالنسبة إلى ثقافة الأبناء.
إذاً.. سنختصر الموضوع.. وأول ما يتبادر إلى الذهن ذلك العمل الجديد.. والقديم في نفس الوقت.. والذي قدمته السينما.. بأشكال مختلفة جداً.. منذ بداية تاريخها.. إنها الحكاية التي يعرفها معظم الصغار والكبار.. والتي حظيت باهتمام القراء والمنتجين على كافة المستويات.. وهي حكاية (أليس في بلاد العجائب).. هذه الحكاية التي خرجت من بين السطور المطبوعة.. لتتحرك فوق الشاشات بكل حرية.. وبكل ما تعرفه العلوم التكنولوجية والرقمية.. لتبهر العيون والآذان والأذهان.
كم من مرة خرجت تلك الحكاية إلى عالم الوجود..؟؟ سواء من خلال مطبوعات ورسوم جديدة.. أو من خلال مسلسلات كرتونية تنطق بمختلف اللغات العالمية.. أو على شاشات السينما العملاقة.. والتي تجذب كل انتباه وتركيز المشاهدين الصغار.. بما تقدمه من مؤثرات مرئية ومسموعة.. تجعل العيون مركزة طوال ما يزيد على التسعين دقيقة.. في مشاهدة تلك اللقطات المتوالية من الأحداث العجيبة والساحرة..؟؟
لا لشيء.. فقط لأنها تنقل المشاهد من مكانه.. ومن روتين حياته اليومية.. ومن كل مشاعر القلق والتوتر التي تسود روح العصر.. بكل ما يحمله من إحباطات متتالية سواء للصغار أو الكبار.. لتجعله يحلق في تلك الدقائق إلى عالم مليء بالبهجة والخيال.. إنها الوضعية الأمثل.. والتي يتمناها المشاهد في كل مكان.. أشياء تتحرك.. وتتغير بملء إرادتنا.. كل ما حولنا يمكنه أن ينصاع لأوامرنا ورغباتنا.. كل الأمور التي نحبها ويحبها الصغار.. إنه عالم الخيال الرائع.. ذلك العالم المفتوح لكل الأعمار وكل المستويات من البشر.. عالم لا يتوقف عند حدود زمنية أو مكانية أبداً.
عالم من الحلوى والشيكولاته المنقوعة في بهجة الصغار وضحكاتهم الجميلة.. والتي نحاول قدر الإمكان أن تتحول في يوم ما إلى واقع جميل.. مشبع بالنقاء والطهارة والفضول.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *