المال بين الثراء وأمراض الكنوز

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح بن علي [/COLOR][/ALIGN]

صك كبير معتمد: إن الأموال تشتري الطريق والوسائل ولا تشتري الغايات المهمة، فقد يشتري المال الطعام اللذيذ، لكنه لا يشتري الشهية الحقيقية للطعام، ويشتري الدواء الشافي باهظ الثمن، لكنه لا يشتري الصحة الغالية، ويشتري الوسائد الحديدية والأسرة المريحة، لكنه لا يشتري لحظة نوم مريحة واحدة.
صك مرتد: في الحقد والحسد والغيرة والشهوة والكذب والنفاق والحرب والجريمة وباطل الأباطيل لابد أن تبحث عن المال الكثير.
صك مؤجل: إذا كانت السعادة تشتري بالمال فكم تساوي تلك الصحة التي وهبها الله لنا، والزوجة ثم الأولاد والأخوة وأيضا حب الآخرين والإخلاص في الصداقة وصلة الرحم والحق والعدل بين الناس والخير والجمال، ثم التوافق النفسي والاجتماعي، ويرى علماء التحليل النفسي أن المال له العديد من المعاني الكثيرة والرموز المعروفة وأهمها الإحساس بالأمن والأمان في الوطن، والشعور بالقوة الكاملة، والشعور بالحب الصادق من القلب والإحساس بالحرية.
الإحساس بالأمن: عندما كانت الحياة النفسية سلسلة من الصراع المستمر الدائم الذي لايوجد به الإحساس بالأمن أصبح الشغل الشاغل للفرد منا أن يجد وسيلة تمنحه الطمأنينة والسلم بحيث يقضي على الكثير من مصادر الخوف الحقيقي ويحتمي بها من ضربات القدر التي تهدد حياته وحياة أهله من الداخل والخارج ضد الشقاء والفشل، ضد الموت والفقر والجوع والمرض وذل الحاجة وهوان النقص وخيبة الأمل.
الشعور بالقوة: إن المال قوة جبارة لا حدود لها قد تنتصر للملأ ضد العدم، والغنى ضد الفقر والحاجة والعوز والحرية ضد الجبر والإلزام والضرورة العمياء، لذلك أصبح المال هو المثل الأعلى لكثير من الأسوياء والمرضى على حد سواء ظنا منهم أن قوة المال قوة مطلقة تجعلهم متمكنين، متفوقين، ناجحين وقادرين على كل شيء.
الحب قبل الثراء: إن الحب هو الجواب الصحيح عن مشكلة الوجود البشري وليس المال وحده، لو أننا أدركناه وفهمناه بطريقة صحيحة باعتباره اهتماما بحياة الآخرين والشعور بأننا جزء منه وأن نشترك في العمل من أجل سعادة البشرية وما كانت الأمراض النفسية والعقلية والسرقة والرشوة والاختلاس والانحراف والجنح والانتحار والإدمان وغير ذلك من الأمراض النفسية والاجتماعية إلا أنها جميعا مظاهر متنوعة لعجز الإنسان عن الحب. إذاً فلنبدأ بالتغيير وهدفنا هو الحب قبل المال.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *