[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

عاش الوطن وعاش حُماة الوطن ونرفعُ القبعة تقديراً لجنودنا البواسل وما حققوه في ردع المتسللين المعتدين. ولو كُنا لا نؤيد أن يقف جيشنا بقوته وعتاده أمام جيراننا اليمنيين. لأن اليمن حقيقة نقولها بكل فخر يعيشُ في قلوبنا بأهله وخيراته وموقعه الجغرافي التي تربطنا به علاقات أخوة وصداقة ورحم وحسن جوار. ولذا عُنيت حكومتنا الرشيدة بحُسن الجوار وتنمية المجتمع اليمني ومد يد التعاون الاقتصادي والاجتماعي والصحي والثقافي للإخوة اليمنيين.. لا تزالُ علاقتنا مع الحكومة الشرعية اليمنية هي علاقة احترامٍ متبادل وعلاقة ودية أخوية تقوم على المصالح المشتركة بين البلدين ووحدة الجوار والدم والدين.
أما أن تقوم هناك فئة متمردة على النظام اليمني وتخرج عن دولتها وتقاومُ حكومتها بالسلاح والنار ثم تتطاول على جيرانها بالقتل والتدمير والتسلل لأراضيها فهذا ما لا يرضاه ولا يرتضيه أي عاقل أو نظام أو قانون.
فخروج هذه الفئة وتمردها على نظامها هو في حد ذاته خروجٌ عن العُرف والقانون وحُسن الجوار، ومن هنا استمد موقف المملكة شرعيته في الرد على هذه الجماعة المتمردة على نظامها. والتي لا يحكُمنا ولا يُلزمنا بها نظام أو معاهدة أو ميثاق. فقد استحقت التدخل العسكري لوقف اعتداءاتها وتعديها على مواطنيها وأراضيها. فالمملكة العربية السعودية تحكُمها الشرعية والقانون والأعراف الدولية في الرد على المعتدين على أراضيها، ونقول لكل الأبواق والقنوات المستأجرة والأنظمة المغرضة أن المملكة العربية السعودية دولة تقوم على الاحترام وحُسن الجوار وتربطها بدول الجوار حدودٌ ومعاهدات يجب احترامها وعدم اختراقها والخروج عليها، كما لا يمكن للمملكة العربية السعودية الاستجابة لنداء حُسين الحوثي بوقف العمليات العسكرية والإذعان للمشاورات لأن هؤلاء المتسللين في نظر القانون الدولي جماعة متمردة وعِصابة خارجة عن القانون لا يحكمها نظام ولا ميثاق مع أي دولة، وانما هناك دولة نظامية ذات سيادة واستراتيجية سياسية تحكم اليمن مواثيق ومعاهدات تُنظم علاقاتها بالدول الأخرى وخاصة دول الجوار وما يُبث اليوم على القنوات المغرضة هو نوعٌ من التضليل والتعتيم وتلفيق ادعاءات لا يحكمها منطق أو عقل أو حتى قانون. وهي تناقض نفسها وتعي هذه التناقض في إخراجها وإنتاجها وإدارة حوارها وهي تدعو إلى بث التفرقة بين الشعوب المتجاورة وإشاعة الفتن في المنطقة، فالحقُ يعلو ولا يُعلى عليه. أما الكذب والافتراءات والتدخلات الغوغائية لا تأتي بنتيجة.
المملكة العربية السعودية نظام دولي وسياسي واقتصادي قام على أسس قوية تحكمها معاهدات ومواثيق دولية قديمة لم تتغير. وتُعتبر المملكة العربية السعودية في نظر العالم المتقدم من دول الاعتدال والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وقد اكتسبت أهميتها واستمدت قوتها ومكانتها من ثباتها في مواقفها واعتدالها في تقديرات الرأي. فالمملكة ليست بحاجة إلى شهادة نظامٍ معين أو أفراد أو جماعات أو قنوات مستأجرة، فيكفي المملكة فخراً واعتداداً بدورها موقفها من قضايا العالم الإسلامي وخاصةً فلسطين، فهذه القنوات تكشفُ عن نفسها بأنها فقدت المصداقية بما تُحوّره من حقائق ومواثيق معروفة لدى الكثير من المثقفين والمفكرين واستضافتها أناساً غير معروفين إعلامياً وثقافياً وغير موثوق بأقوالهم، ولا أستطيع أن أصنفهم سوى أنهم دُخلاء سطحيين وبسطاء مستأجرين، وهذه القنوات تفقد أيضاً شرفها الإعلامي بما تُلفقه من أكاذيب وتجرده من حقائق فلم يعد المواطن العربي المستقبل للمعلومة مغيَّباً عن الحقائق بل أصبح متميزاً مدركاً لكل ما يطرح على صفحات الجرائد أو القنوات ونسأل هذه القنوات هل حرية الكلمة هي تلفيق الأكاذيب..؟
ومن هذا المنبر أدعو إلى تحري الصدق والموضوعية في كل ما يُطرح على هذه القنوات لأن الكثير من هذه القنوات تقوم بدافع الكيد والحقد والتفرقة بين الشعوب والدول الناجحة وهذا لا يدعم وحدة المجتمع الإسلامي، خاصةً في الظروف التي نعيشها والانقسامات الإقليمية.. ولا نقول لهم إلا قوله تعالى:\”ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله\” والله أكبر.. والله فوق كيد المعتدي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *