الكُتَّاب في حضرة الثقافة والإعلام

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن محمد الأنصاري [/COLOR][/ALIGN]

انتدب رئيس تحرير هذه الجريدة الزميل الأستاذ على الحسون,كلاًّ من الأخ الأستاذ محمد معروف الشيباني, وكاتب هذه السطور , لتمثيل الجريدة في اجتماع معالي وزير الإعلام بالنيابة د. يوسف العثيمين, الذي شهده مركز الملك فهد الثقافي الأحد المنصرم, وكان اللقاء إيجابياً, وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً, لم أشهد أو أعلم بلقاء كهذا بين كُتاب الرأي ووزير إعلام أو أي مسؤول آخر في الوزارة, وهو قطعاً إحدى الانفراجات والإيجابيات العديدة التي شهدها عهد معالي وزير الثقافة والإعلام الحالي الدكتور عبد العزيز خوجة, الذي كان مسبوقاً بعهود تفاوتت فيها تلك الانفراجات ما بين شدّة وصلت إلى درجات\”عسكرة الإعلام\”.. ومستويات أخرى التاريخ وحده هو الكفيل بحديثه النزيه عنها.
المشتركات بين الوزيرين: خوجة والعثيمين, متعددة ولعل ذلك هو ما جعل القيادة الرشيدة, تُنيب دوماً د. العُثيمين ليكون وزير الإعلام بالإنابة, في كل مرة تضطر فيها الظروف الدكتور الخوجة للغياب ,إما لسفر أو عارض صحيّ.. فمن تلكم المشتركات بين الرجلين: دماثة الخُلق ولين الجانب(وهو ملحظٌ من الواضح الاقتناع بأهمية توفّره لدى من يُختار ليكون على رأس الثقافة والإعلام ) ..
أعود إلى اللّقاء فأوكّد على أهمية تكرار مثله, ما بين فينة وأخرى, إذ لا يجوز بحال من الأحوال أن يظل وجود لأية فجوة بين الكُتّاب ـ وهم من يصنعون الرأي العام ويُشكّلونه ـ وبين المسؤولين في الدولة ..فقد تم في اللقاء التوضيح بما لا مزيد عليه,أن الكثير من الأخطاء التي يُشتكى منها مردها الفجوة غير المفهوم وجودها بين الكاتب والمسؤول.
ومما أعجبني في اللقاء, الأريحية التي تحدّث بها معالي وزير الثقافة والإعلام بالإنابة الدكتور عبد الله العُثيمين, عن زميله معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة, الذي يعيش حالة نقاهة من بعد العارض الصحي الذي تعرّض له مؤخراً, وثناء معاليه عليه وعلى مواهبه المتعددة, وإعرابه عن أمنيته أن يكون معالي الدكتور الخوجة هو من يُدير هذا اللقاء.. وهو لطفٌ يُسجل لمعالي الدكتور عبد الله العثيمين, الذي أدار اللقاء بكل أريحية ولين جانب مع حسن الإنصات وتقبل كل الملاحظات بصدر رحب.
وقد قرأت في بعض المواقع الإلكترونية قبيل كتابتي لهذه الأسطر, ما يُفيد أن معالي وزير الثقافة والإعلام بالنيابة, طلب من الكُتّاب في لقائه معهم أن يكتبوا عن الميزانية, ويُطبّلوا لها وأنا أنفي صحة ذلك جملة وتفصيلاً, فمعاليه لم يأمر بالكتابة عن شيء محدد, كما أنه لم ينه عن الكتابة عن أي شيء بعينه, وإنما كان لقاؤه مع الكُتّاب من أجل الاستماع منهم عن العقبات التي قد تعترض طريقهم.. والحديث عن الميزانية وإن كان قد أخذ جانباً كبيراً من اللقاء,إلاّ أنّ ذلك أمر حتّمه ضخامة الميزانية, وأهمية إحساس المواطن وشعوره بالآثار الحسنة التي تتركها على معيشته وحياة معيشة من يعول.. وقد أنصت معالي الوزير بكل أريحية إلى كلّ ملاحظات الكتاب التي يعلم علم اليقين أنّ ما أملاها إنما هو مراعاة إخوانه وزملائه الكتاب للمصلحة العامة, والوطنية التي لا يجوز لأي أحد أن يُزايد عليها, واعداً بنقل تلك الملاحظات كلها إلى القيادة الرشيدة, وإلى زملائه في مجلس الوزراء كلاً فيما يخصه .
وأخيرا فقد كان اللقاء مثمراً, وأقترح أن يكون سنوياً ويُنظم تنظيماً يُتيح لسائر الكتاب حضوره.. وهو من قبل ومن بعد ثمرة من ثمار هذا العهد المزدهر بحرية الكلمة, عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, أمد الله في عمره المبارك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *