الكوميديا في السينما المصرية

Avatar

د.علي محسن السقاف

قال لي صديق شهد صيف القاهرة الماضي بأنه لم يستمتع بكوميديا لا بالافلام ولا بالمسارح ، وان حقبة اسماعيل ياسين وفؤاد المهندس والضيف احمد والابداعات القديمة قد ولت الى غير رجعة فخالفته في رايه وقلت له بأن افلام الصيف ليست مقياسا لكوميديا مصر حيث انها تكتب على عجل للسواح العرب ولايهتم منتجوها بالكوميديا الراقية ولا بالسيناريوا المحترم واؤكد لك ان مصر في خفة الدم مازالت بخير واذا اردت مشاهدة الكوميديا المصرية الراقية فتفرج على تامر وشوقيه وراجل وست ستات او حسن حسني وبناته او تابع كاريكاتير الصحف المصرية حيث قمة الابداع في الكوميديا المكتوبة اما من جهة خفة الدم الشخصية فيكفى ان تشاهد في التلفزيون سمير غانم او وحيد سيف او احمد حلمي لتضحك بدون سبب
الا اننى استغرب فعلا غياب الكتاب المبدعين في وقتنا الحالي عن الكوميديا المصرية لأن الافلام التي شاهدتها لا تتجاوز الحركات والصراخ والشتائم رغم قدرة الفنانين المصريين على الابداع والتميز , ولو توفر لهم النص المحبوك والسيناريو الذكي والمخرج الالمعي لتفوقوا بسهولة على مستر بن و جم كيري وكل الخواجات
الا ان المنتجين يتصورون بان لدى المشاهدين قصور عقلي وتخلف ذهني وان طلباتهم لاتتعدى المشاهد الراقصة والنكات الفاضحة والشتائم الصادمة وهم لايعرفون ان مشاهديهم قد تغيروا وتبدلوا وصاروا يميزون الصالح من الطالح والغث من السمين
والكوميديا الغربية تصنعها عدة عقول ولا يكتبها مثل افلام الصيف شخص واحد يقفل على نفسه باب الشقة ويتفرغ للقصة والسيناريوا في اسبوعين او ثلاثة
ومجال السينما والترفيه من اكبر مجالات الاستثمار وفيه اموال بالمليارات خصوصا مع كثرة الفضائيات المتلهفة للانتاج ولكن يبدو لي ان اغلب الفنانين العرب مازالوا تحت خط الفقر حتى لو تظاهروا بعكس ذلك ولا اعلم من الفنانين الاغنياء سوى عادل امام في مصر ومحمد عبده شفاه الله في السعودية
واذا ارادت شركات الانتاج ان تقفز قفزة نوعية كبيره فعليها اختيار الموهوبين في التاليف وكتابة السيناريو والاخراج لا ان تعتمد على الاشخاص السابقين وعليها ان لاتبخل عليهم بالمال والامكانيات
وبالطبع فنحن لانتوقع تغيرا في افلام هذا الصيف ونعذر المؤلفين والفنانين والمنتجين المصريين نظرا للظروف التي يعرفها الجميع لكننا لن نعذرهم في صيف 2012 الذي نتوقع فيه عودة الابداع المصري في الكتابة والاخراج والتمثيل والغناء وبأكثر مما سبق ومانريد ان نؤكده هو ان بمصر الوفية من المبدعين وعلى السينما المصريه ان تنقب عنهم لأننا نريد ان ننافس كل افلام الكوميديا في العالم كما نريد ان تدر صناعة السينما المصريه مكاسب بمئات المليارات حتي يتمتع الفنانون العرب بالثروات الحقيقيه بعد ان قضى اغلبهم حياته في شقاء ومعاناة رغم الابتسامات التي يحاولون رسمها على الشفاه في الشاشات الكبيرة والصغيرة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *