كل مسؤول مخلص أمين يتمنى أن يرى الموظفين جادين ومتفوقين، بدلاً مما جُبِلوا عليه من العادات السلبية المَقِيتة عندما يكونوا في شركتهم ..
ويسلك المسؤول كل الطرق للتغلب على تغيير عادات الموظفين إلى الأفضل..
هذه النظرة من المسؤول نشترك جميعاً فيها، كل منا ينتقد أو يبدي عدم الرضا مما يراه من الآخرين ويتمنى أن تتغير تصرفاتهم وعاداتهم..
وما يجتمع عليه المسؤولين هو العقاب أو الثواب.. ورغم هذا فإن الحصاد أقل مما يرغبون ويتمنون ..
وتبقى التقلبات نتيجة لذلك العقاب الذي يولّد روحاً معنوية متدنية مهزومة .. تكسر الخاطر..
وإذا صُرفت مكافأة زادت المصاريف وتطلعت اعين الموظفين على زيادتها..
عندما تحاول أن تعرف الأسباب التي يرتديها الموظف الذي لا يؤدي عمله المطلوب وبالشكل المتوقع منه.. نرى أن النشأة الأولى في بيته أو مدرسته.. بيئة فيها الكسل وعدم الاكتراث أو الشعور بالواجب والعطاء، أو أن الموظف تعتريه حالات سلبيه داخله ويحتاج إلى طبيب نفسي..
لقد تمكنت الحالات السلبية من الموظفين بفعل الزمن والتخلص منها ممكناً من وضع الايجاب مكان السلب.. ذلك دور المسؤول الذي يَبُث الايجاب في العاملين ويعطيهم جُرَع متلاحقة ويعلمهم وينسى ماضيهم ويفكر في مستقبلهم..
انه المدرس والمعلم والأب والأخ والصديق ..
إلا أن ذلك .. لا يتأتي للكل و لايعترف به الجميع .. فالبعض يراه أحياناً عقاباً في الوقت الذي يقصد منه ثناءاً.. لذا فإن الوضع يحتاج إلى قدرة التمييز في الحركة والمعرفة المتقنة .. فليس الدور الايجابي يباع بالجملة للموظفين..
دائما التوجه الايجابي مرادفاً لما هو مطلوب وبشكل سريع متزامناً مع الانجاز حتى لا يفقد الآخر متعة الحصول عليه..
إن الثقة التي ينالها الموظف نتيجة لفعل حقيقي ونتيجة ملموسة يستحق عليه الثناء والمكافأة،أما إذا عملت على الإيجابيات بالكلمة اللطيفة فإنها تعتبر غير ملائمة لنتيجة مرضية..
لذا فإن كل الموظفين وبدون استثناء يقدّرون أنفسهم ويرون فيها احتراماً عندما يحصلون على ما يستحقون..
المدير المسؤول الذي لا يؤمن بقدرته على تغيير موظفيه .. شخصياتهم وتصرفاتهم، فإنه يقبع تحت وطأة عاداتهم ولايمكن أن يكون التغيير إلا بتغيير العادات .. ومنها تكتسب شخصية جديدة فيها من الإيجابيات الحديثة وتلغي العادات القديمة..
وعلى المدير المسؤول ..أن يعلم أن لا يُطاع ولا يتعاون معه بداية.. وإن العادات التي يرغب في تغييرها مع بعض زملاءه أو جميعهم لا تخضع إلى السيطرة عليهم أو التحكم فيهم، وإنما مساعدتهم وذلك بغرض تطويرهم وبنائهم وليس تدميرهم أو ايذاؤهم..
على المدير المسؤول .. أن يعلم بأن العادة السيئة التي يلغيها من الموظف، يحاول العقل الباطن أن يعوضها بطريقة مختلفة، فمثلاً الموظف الذي يتكلم بالتليفون كثيراً ويعتبر عادته غير مقبوله وملفوظة ومنتقدة.. فإذا غيرنا هذه العادة السلبية منهم أوجد طريقة أخرى للتحدث مع زملاءه الآخرين منتقلاً من مكتب لآخر..
المهمة صعبة .. ولكنها ممتعة عندما يظهر اثرها الايجابي على زملاءك والموظفين الآخرين عليك بالمكافآت في وقتها ومكانها ولا تبذرها ويكفي أن تكون عينيك التي تتكلم وتعبر وتعاقب..
وسوف يكونوا مثلك مستقبلاً لأنهم سيتبؤون مناصب اخرى وهكذا يتم بناء مجتمع ايجابي لكل من في شركتك سواء من الداخل أو الخارج ..
قال تعالي: [إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ]
[email protected]
فاكس:6514860

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *