الكثير من الناس يستطيع تلمس مشاعر الشخص السلبية تجاهه وإن كان متوارياً خلف وجه تملأه الابتسامة. فالحقد هو الابن الشرعي للكراهية .. والكراهية هي النقيض البغيض للمحبة ، ولكل رائحتها ، الفرق أن الأخيرة تملأ وجه صاحبها ألقاً وإن كان متجهماً ، وتملأ عينه بهجة وإن كان عابساً ، وهو ما لا يمكن رؤيته في وجه الحاقد مهما كانت قدرات التملق لديه ، لذلك لا يستطيع أحد أن يعيش برفقة شخص يكن له مشاعر الكراهية ، سينفر كلاهما من الآخر بلا شك .. فما بالكم إن كانت تلك الكراهية في نظر كل منهما (كراهية مقدسة ) لن يلتفتا للوطن الواحد الذي يكتنفهما .. وللأرض الواحدة التي تحملهما .. وللسماء الواحدة التي تظللهما .. وللغة الواحدة التي تجمعهما .. وللهوية الواحدة التي تربطهما.. فقدسية الكراهية هي الأهم .
إن الذي يعصف بالعراق الآن هي الكراهية المقدسة .. والذي يفتت سوريا الآن هي الكراهية المقدسة ، وهي من تضيق الخناق على رقاب شعب الأحواز في إيران ، وهي من حملت تلك اليد القذرة لإلقاء قنبلة الموت بين النسوة المرضى في مستشفى صنعاء ، وهي من تزرع القنابل في شوارع البحرين ، وهي من تحاول العبث في عوامية القطيف ، فصاحب الكراهية المقدسة حينما يقتل ينتشي .. يكبر .. يشكر الله على هذا ويسأله المزيد ،ما إن تصيب القلوب بلوثتها حتى تتحول لمراتع لكل الرذائل ، ينام المرء وقد كان محباً لجاره ثم لا يستفيق إلا وقد أصبح محتقراً له ، يتلبسه شعور الحقد من فوقه ومن تحت قدمه ومن بين يديه ، هي فايروس شرس لا يقتات سوى على معاني التعايش المشترك .. جرثومة خبيثة تسيل من بين فكي الشيطان ..من لعابه القذر لتلوث كل نعيم وهبه الله تعالى لعباده وفي مقدمتها الأمن والسلم الاجتماعي.
إن توقف كل مشاهد الدمار من حولنا متوقف على مدى وعينا والذي يبدأ من تجفيف كل كراهية تسعى لتدمير كل شيء جميل من حولنا .. فالأصل في الحياة هو السلام وليس الاحتراب .. الأمن وليس الإرهاب ، لذا على كل متسبب في صناعة الكراهية داخل عالمنا وجوب التوقف .. سواء من ديننا أو من دين غيرنا ؟ كذلك من يحاول أن يدفعنا معه داخل دائرته المغلقة عليه أن يتوقف .. فنعمة الحياة الفسيحة التي وهبت لنا من لدن خالق متفضل كريم جل جلاله لن نتنازل عنها مقابل لحده الضيق المظلم .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *