الكذب ومساوؤه المذمومة
الكذب خصلة من الخصال الذميمة والانسان الكذوب يكون منتقصا لدى الناس فلا يؤخذ بـأقواله ولا بمواعيده ولا بأعماله، وقد ذكر الله تبارك وتعالى عن الكذب والكاذبين في كتابه الكريم. ومن ذلك ما جاء في الآية 21 من سورة الأنعام قوله جل وعلا (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون) وفي الآية 17 من سورة يونس قوله (فمن اظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون) ، وفي الآية 48 من سورة طه (انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى) وفي الآيتين 31 و32 من صورة القيامة قوله (فلاصدق ولا صلى) ولكن (كذب وتولى) وفي الآيتين 10 ، 11 من سورة المطففين قوله (ويل يومئذ للمكذبين) (الذين بكذبون بيوم الدين) وفي الآيات 8، 9 ، 10 من سورة الليل قوله (واما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى) وفي الآية 13 من سورة العلق قوله (ارأيت الذي كذب وتولى) والآيات التي وردت في القرآن الكريمة عن الكذب هي كثيرة ومنها هذه الآيات السالفة الذكر.
ومن الاحاديث التي قيلت عن الكذب فيه (آياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار) ، ومن حديث قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كذب عليّ متعمداً فاليتبوأ مقعده من النار) وغير ذلك من الاحاديث التي عن الكذب، هذا ومما قيل عن الكذب (لا تطلبوا الحوائج من كذوب فانه يقربها وان كانت بعيدة، ويبعدها وان كانت قريبة).
وقد قيل ليس لكذوب مروءة ولا لفجور رياسة ولا لملول وفاء ولا لبخيل صديق)، كذلك قيل (أمران لا ينفكان من كذب ، كثرة المواعيد وشدة الاعتذار) والكذب غير جائز إلا في ثلاثة أمور ، الأمر الأول في حالة الحرب والأمر الثاني في الاصلاح بين الناس والأمر الثالث الزوج يكذب على زوجته ليرضيها وللشيء الذي فيه مصلحتهما، ومن أمثال العرب قولهم (أكذب من مسليمة الكذاب) ، (وأكذب من السراب) ، (وأكذب من عرقوب في المواعيد) قال كعب بن زهير عنه من شعر له:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
وما مواعيدها إلا الاباطيل
وقال بعض الشعراء في الكذب، منهم قول شاعر يقول:
لا يكذب المرء إلا من مهانته
أو عادة السوء أو من قلة الأدب
وقال شاعر آخر:
دع الكذوب فلا يكن لك صاحباً
ان الكذوب لبئس خلا يصحب
وايضا قال شاعر:
الكذب عار وخير القول اصدقه
والحق ما مسه من باطل زهقا
والكذب مع الأسف أصبح في هذا العصر لا يسلم منه بعض الذين في أيديهم مصالح الناس وذلك بكثرة المواعيد لهم وكذلك من بعض الذين هم من اصحاب الحرف والمهن الذين يخلفون مواعيدهم في أعمالهم, لذا فعسى الله ان يبعد الكذب عن عباده المسلمين ويصلح أحوال الذين يكذبون.
التصنيف: