الكتابة خلق وليست استرزاقاً

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

هناك بعض الكتاب يعتقدون أن القارئ من \”السذاجة\” بمكان ما يجعلهم في نظره أصحاب فكر ورأي لا يقاوم وينسون أن القارئ أكثر منهم فهماً وأكثر تقديراً للأمور، فهؤلاء بعضهم يمارسون الكتابة كل يوم ليسدوا فراغاً في جيوبهم بما يقومون به من تسويد مساحة من تلك الصحيفة.أين سوف يذهبون بضمائرهم عندما يقومون عن سابق قصد وترصد في حشد الكثير من الكذب على القارئ وهم المعتقدون أنهم وصلوا إلى ما يودون الوصول إليه مع أنهم كل يوم يسجلون سقوطاً مريعاً في قلوب قرائهم الذين ينظرون إليهم نظرة كلها ازدراء وسخرية.إن الكلمة إذا انحرفت عن الصدق تكون سهماً معكوساً على قائلها، فأنت عندما تشير بأصبعك متهماً الآخر انظر إلى الأربعة الأصابع الأخرى إلى أين تشير؟ وعندها تعرف أنك المتهم المضاعف لأربع مرات!!
إن هؤلاء الكتاب الذي يلوون عنق الحقيقة ويريدونها حسب هواهم يفعلون ذلك مع الأسف وهم مقتنعون بصوابية ما يفعلون ويقولون غير عابئين بالواقع وبحقيقة التاريخ وضرورات الجغرافيا وهما الحقيقتان اللتان لا يمكن تجاهلهما أو اسقاطهما من أي حساب يقوم على المنطق والعقل. لكن ماذا تقول لأناس يريدون أن يفهموا الآخرين بأنهم هم الصادقون بكل ما يقولون.
إن الكتابة فعل إيماني لا يمكن استسخافه أو اتخاذه من اللهو.. لأنه سوف يضل الكثيرين إذا ما مضى في نظرته تلك إلى البعيد.
الكتابة خلق وأخلاق قبل أن تكون – مادة – واسترزاقاً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *