[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

في حقيقة العمل الصحفي يبقى الاعتماد على \”العطاء\” وعلى العمل ونوعيته وما يحقق لخدمة القارئ اما الصورة التي بقي فيها الكثير ممن نعرف سنوات طويلة يرددون شعارات ويعيشون آمال وتطلعات لا توجد إلاّ في عقولهم فهي صورة بالية لا تتفق مع ما يحتاجه العمل الصحفي من تحرك ومن جديد ومن ديناميكية وتألق!! أضحك كثيراً على الذين يعيشون \”الأورام\” في دواخلهم وقد مضت السنوات الطويلة ولم تُسجل اسماؤهم أي عمل بل لا يذكر القارئ لهم أي خبر أو قضية ومع هذا تسمع منهم \”أورام الكلام\” وأنهم خلف التخطيط ويعدون للجديد مع معرفتهم بأنهم لا يحسنون التحرك إلاّ فوق \”الكرسي\” الذي يتمسكون به من سنوات وأصبح علاقة للطريق إليهم دون عطاء ودون تحليل للسنوات بل والراتب الذي يبحثون عنه آخر كل شهر.
إن العمل الصحفي لا يحتاج لأمثال هؤلاء واقتلاعهم هو شيء من التطوير للصحيفة لأن الكبير في العمل الصحفي ليس هو صاحب الثوب والغترة والنظارة والمكتب الذي تحيط به الملفات الفارغة من الجديد وليس هو صاحب \”اللسان\” الذي على استعداد أن يُسمعك وتظن أنك أمام جيل العمالقة من رجال \”صاحبة الجلالة\” لكن الواقع يتحدث بغير ذلك واعجب \”للجراءة\” التي يملكها أمثال هؤلاء بل واعجب أنهم ارتضوا لأنفسهم أن يُشار إليهم بأنهم يتلقون \”صدقة\” في نهاية الشهر مجاملة أو شفقة عليهم وهم يعلمون ذلك لأن كل ما يقدمونه من عمل \”إصدار الأوامر\” على العاملين والفراشين إرضاءاً للأنفس المريضة لكن لو طلبت منه أن يشارك في قضية أو عمل ميداني أو حتى إعداد خبر لأستمعت إلى دروس من \”القرف\” و\”العجرفة\” و\”الجهل\” ومما يضحك إيضا من هذه \”البلايا\” أنهم يعرضون أنفسهم حتى أمام من يعرفهم أنهم من أصحاب الخبرات والماضي الذي شهد بأعمالهم وأسمائهم وأنت تعرف أن تاريخهم وسنواتهم الطويلة ليس لهم فيها إلاّ قرار التعيين والراتب والبدلات والتأمين و… و…
وهو ما يحرصون عليه، اما غير ذلك فهم لا في العير ولا في النفير.. وتجدهم يشتكون بأن الزمان ظلمهم وهضم حقوقهم!!
والحقيقة أن المسؤولية تقع على من يرضون بهذه الصور في صحفنا من المسؤولين وأصحاب القرار فإن كانت من باب الشفقة والإعانة فقد مضت سنوات على بقائهم في هذا \”المبدأ\” واستغلوا الكلمات الطيبة وآن الأوان لأن يمنحوا الفرصة لمن هم أقدر منهم ومن \”أبنائهم\” للعطاء من الذين لا يرضون إلاّ أن يعيشوا تحت الشمس وبين عمال البناء والنظافة ووسط الناس ليخرجوا بالاعمال التي تحكي قصص الواقع والمجتمع وهذا لعمري هو الصحفي الحق وليعود هؤلاء إلى منازلهم يعيشون في ذكرى الأمجاد لماضيهم العظيم ليبحثوا بين أوراقهم ويسألوا أنفسهم بصدق كم من السنوات قضوها دون عمل ودون إنتاج ورضوا بمكانة يعيشها ابناؤهم في المهنة وليس لهم ما يذكر في كل ذلك التاريخ ولو كنت مكانهم لقلت \”بيدي لا بيد عمرو\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *