خالد الوحيمد

المتتبع أوضاع الثورات العربية الجارية يقع في حيرةٍ من أمره، يتأمل حال هروب زين العابدين بن علي واستقالة محمد حسني مبارك، ليتبادر في ذهن المواطن العربي عدة أسئلة، كيف استطاع بن علي الهروب ولم يستطع نظيرهُ المصري، برغم أن الأخير فضل البقاء لا الهروب مدعياً الممات في أرض الوطن انه حقاً دهاء رجل مخادع، لكن من الواضح لم يتمكن من الهروب من الأساس سرقهُ الوقت وانتهى بمحاكمة عادلة. وكلا الرئيسين أجبرتهم القوة العسكرية للتخلي عن السلطة، بعكس كل من معمر القذافي وعلي عبدالله صالح والأخير بشار الأسد.
انتهى القذافي بحرب أهلية طاحنة، وسينتهي الرئيس اليمني بمقاومة شعبية سلمية. لكن الأخير بشار الأحمق كيف سينتهي؟، وهو يتوعد كما توعد من قبلهُ القذافي، نقول إن الأخير قاده جنونهُ إلى المهلكة، بينما بشار ليس بمجنون والكل يثق تماماً بأنهُ يتكلم بكامل قواه العقلية، حيث قال لوزير خارجية تركيا، (إن قوى عظمى كبيرة تدرك كل الإدراك أنه مع أول صاروخ يسقط فوق دمشق لأي سبب كان، فإنه بعد ست ساعات من سقوط هذا الصاروخ، سأكون قد أشعلت الشرق الأوسط، وأسقطت أنظمة، وأشعت الفوضى والحرائق قرب حقول النفط الخليجية، واستطيع أن أغلق المضائق المائية العالمية.لا تظن إنني أبالغ.دوائر القرار في بلدك وفي بلاد أخرى تدرك إن كنت أقول وأفعل أم أقول فقط) وذلك نقلاً من وكالة سرايا الإخبارية، والخبر لم يتسرب إلا بعد شهرين من مسئول عربي رفيع المستوى.فقد صدم الوزير بهذه الأقوال الحمقاء التي لا تصدر من رجل سياسي، وتناسى ما حصل لصدام حسين والقذافي، اللذين توعدا الشرق الأوسط بالوعيد الشديد.
لنبدأ تحليل أقواله : يقول قوى عظمى كبيرة يبدو انه يتكلم بالألغاز، ويقصد بها أمريكا وحلفائها. ثم يقول إنها تدرك إذا سقط صاروخ فوق دمشق ولأي سبب كان، يبدو سيادة الرئيس سيستمر بعنجهيته بضرب العزل والأطفال خاصة. فيكمل حديثه بعد سقوطه بست ساعات سيشعل الشرق الأوسط، يبدو سيادته متأثراً بالروايات البوليسية. ويكمل مرةً أخرى مدعياً بإسقاط أنظمة، يبدو أخذته العزة بالإثم. ويزيد سيادته بإشعال الفوضى والحرائق في النفط الخليجي، يبدو سيادته من عشاق أفلام الكابوي الكلاسيكية، يا إلهي ختام حديثه سيغلق مضائق العالم المائية، واضحاً عليك يا سيادتك متأثراً بشخصية الزعيم النازي أدولف هتلر. ويصر بعدم المبالغة بأقواله، وبأن كل بلاد العالم تدرك جدية حديثه، يا لهذا الهراء السخيف، لو كنت جاداً، لماذا تركت الجولان لإسرائيل ولم تستطع تحريرها شبراً واحداً منذ مجيئك أكثر من عشرةَ أعوام مضت؟ ..أم خشيتك على الكرسي يعمل لك المعجزات يا سيادتك!
خلاصة المقال : إن ما يتكهن به بشار هو حماقة الموقف الجاري الذي يعيشه وبات كالمراهق الذي يطلب المستحيل، فعليه الرحيل، وإلا ثورة الشعب السوري الباسل ستدك داره، وسيفعل به مثل ما فعل شعب إيطاليا ببينيتو موسوليني الزعيم الفاشي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *