القول الفصل
يحيى بن عبود بن يحيى
البيان المهم والخطير والذي له أبعاد انسانية ذات دلالات خلاقة الذي ألقاه ولي الأمر .. الرائد الذي لم يكذب أهله خادم الحرمين الشريفين وأنعم به من لقب وكنية « عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود» أمام نظر العالم وسمعه قائلا في كلمة صادقة وقوية ذات مسؤوليات خطيرة لا يستطيع أن يفهمها ويعيها بحق الا الرجال العاملون المخلصون والصادقون بحق وحقيقة، الرجال الذين صدقوا مع الله أولاً ومع ولي الامر ثانيا ومع الأمة كلها ثالثاً قالها يحفظه الله على مسمع من الدنيا كلها.
أجل قالها «اتقوا الله» في ما تقولون وما تفعلون .. وهي كلمة وإن بدت مختصرة .. لكنها لمن كان له قلب ينبض بالحيوية وله عقل رشيد يفهم أبعادها ومراميها.
ولي الامر الرائد لم يكذب أهله حين قال كلمته المدوية والصادقة والنقية.
قالها وفي نفسه ومشاعره وقلبه الواعي وعقله الرشيد معناها وابعادها ومراميها.
وكلمة «اتقوا الله» تتيح لذوي النفوس الحيّة أن تتيقظ أكثر وتستوعب أكثر وتحرص على أن تكون محل الثقة والامل ومعنى هذا «أن الامانة» ستكون ثقيلة .. أجل ثقيلة يكفي أن الجبال الراسيات .. بقوتها المشهودة وشموخها أبت أن تتحملها .. رغم صلابتها وقسوة الأعاصير من حولها وفوقها!
وجاء هذا الانسان فتحملها .. فكان منهم الصالحون ومنهم الطالحون .. ومنهم المفكرون والعباقرة والبناؤون ومنهم .. ومنهم..!
وحسناً هذا أملنا في الرجال الذين اختارهم ولي الامر وقال لهم هذا هو الطريق؟!
وهو طريق صعب محاط بكل جوانبه بشيء من الرواء والرؤية فليست المسألة خطابات وليست المسألة كلمات منمقة مماحكات جسمانية كما يفعلها اصحاب الديمقراطية المزيفة من حولنا والتي تقوم على الكذب والخداع وتضليل الشعوب.
لا، لقد قالها ولي الامر «اتقوا الله» في كل قول تقولونه وكل عمل تفعلونه .. فللناس آذان تسمع وأعين ترى وعقول تفرق بين الغث والسمين.
أرايتم يا شعوب الدنيا .. إنه قول فصل قاله من أعطاه الله المسؤولية وتحملها بعزم الرجال الذين قادهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وطيب ثراه وبدوره استعان بالعقول الرشيدة التي آمنت بمنهجه وسارت على خطاه.
فهل يا ترى يتحقق الأمل والرجاء «ومن يتق الله يجعل له مخرجًا».
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وإخوانه الميامين .. ورجاله العاملين المخلصين.
وسدد على طريق الخير والحق والعلا مجد هذه المملكة وجعلها دوماً «منارة» للهدى والحق .. وصدق المعتقد.
كتب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابنه عبدالله .. قائلاً:
«أما بعد فإنه من اتقى الله وقاه ..ومن توكل على الله كفاه .. ومن شكر له زاده ومن أقرضه جزاه.. فاجعل التقوى عماد قلبك وجلاء بصرك، فإنه لا عمل لمن لا نية له .. ولا أجر لمن لاخشية له ولا دين لمن لا خلق له».
يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
التصنيف: