[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طارق الثوابته[/COLOR][/ALIGN]

يجب دوما ألا ننسى ان لب مايحدث فى غزة هو أن هناك شعبا لايزال تحت الاحتلال منذ اكثر من ستين عاما، ان مايحدث فى غزة اليوم هو احد جولات الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ولكن هذه المرة بصورة عسكرية.إن دوائر صنع القرار فى عواصم العالم والتى تناست عن قصد ان هناك قضية اسمها القضية الفلسطينية ووضعتها فى اخر سلم الصراعات المزمنة فى العالم، عليها ان تدرك ان هناك شعب حي اسمه الشعب الفلسطينى له قضية هى من اعدل قضايا البشر منذ نشاة الخليقة ، وان هذا الشعب رفض ويرفض وسيظل يرفض أية تسوية تزيد ظلمه ظلما ، يفرضها منطق القوة المتغطرس للمحتل عن طريق ارهاب دولة منظم يتعامل مع شعب تحت احتلاله بمعادلات ردعه التى تستند الى الضعف الفلسطينى والتجاهل الدولي.إن الشعوب لا تموت ولا تفنى قد تخسر معارك ولكنها هى دائما المنتصر فى النهاية، ان القضايا العادلة لايمكن ان تنهيها آلات الردع ولا يجدي معها منطق القوة فتلك مسكنات مايلبث أن يزول مفعولها لتظهر الحقيقة المرة على المحتل.
قد نخسر معركة غزة وتفرض علينا معادلة ردع جديدة بمنطق القوة المتكبر، لكن هذا لن يكون له إلا مفعول المسكن الذى سرعان ما يتلاشى تاثيره، ان شعبا واجه محتله لاكثر من 60 عاما بامكاناته التى هى تحت الصفر فيما لو قورنت بمايملك عدوه، لقادر على الاستمرار لستين عاما اخرى فى المواجهة.
إن دماء اهل غزة المراقة فى شوارعها وازقتها من رفح إلى بيت حانون لن تجلب الأمن لاسرائيل ولن تعطيها الشرعية لكيانها المصطنع ولن تهز يقيني ولايقين اى من ابنائي ولا ابناء شعبي بان وجودكم هنا مؤقت ومربوط بضعفنا وضعف امتنا من ورائنا ولم يسجل التاريخ البشري أن أمة ظلت ضعيفة ابد الدهر، انتم لا تدافعون ان ارضكم انها ارضنا زيتونها الذى تاكلون نحن من زرعه وكرومها التى تستظلون نحن من زرعه مفاتيح بيوتكم التى تسكنون نسختها الاصلية فى جيوبنا.
إن منطقكم الأعوج الذى أسستم على أساسه دولتكم وساندكم فيه قتلتكم ومضطهديكم لقرون ليتخلصوا منكم ومن مشاكلكم لن يمنحكم الشرعية، لان تطبيق هذا المنطق فى العالم وجعله سنة وقانونا انسانيا سوف يشرع لاغتصاب حقوق الغير. إن لب صراعكم معنا أننا نورث أبناءنا مع صفاتنا الوراثية أن مابين النهر والبحر هي فلسطين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *