[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

\”كل فصول العمر شاحبة لا ربيع يملأُها بالحب ولا شتاء\”
هكذا اقرأ سيرة (أنوار) تلك المعلمة التي أردت أن أحاكي بين السطور قصتها. استيقظت اليوم من نومها مبكرا وهاهي تنتظر عند بوابة البيت لتمتطي مركبة السائق الذي اعتاد إيصالها إلى المدرسة في حي الأجواد بين يديها كوب يمتلئ بالقهوة وبين عينيها أمل مذبوح تحاول أن تتناساه وتسدل الستار على آخر فصوله.وصلت لمدرستها لديها حصة \” تعبير\” في الصف الأول متوسط.. دخلت الفصل وكتبت على السبورة موضوع الدرس: \”السعادة\” لتطلق العنان للطالبات بغية أن يبحروا في ملكوت الكلام وهكذا حتى انتهت الحصة وذهبت إلى غرفة المعلمات تتفحص إبداعاتهن من خلف نظارتها السميكة.
كتبت رهف الفتاة الشقية عندما قاربت بين السعادة والأمنيات : تكتمل سعادتي عندما أكون مصممة أزياء تتهافت المعجبات عند إبداعي في التصميم وأكون مشهورة في كل العالم .. جيهان تقول سعادتي في رضا أمي وأبي وأسهبت في الثناء عليهما.. لكن مروى بدت أكبر من عمرها كتبت : سعادتي حين تمتد بعمري الأيام وأرى أبنائي ينعمون بأبٍ طيب وأسرة هادئة وادعة.. هنا بالذات غصت (أنوار المعلمة) وأغلقت بغضب دفتيّ كراس مروى , تعّكر مزاجها واندلق من بين يديها كوب القهوة. هكذا من دون سابق إنذار أسقطت دمعتي \”حُرقة\” لتحكي العناء في برهة عابرة .. في الصفحة الأخيرة من كراس مروى صورة قطار راحل بجواره محطة للانتظار تقف عنده فتاة تبكي يبدو أن سبب بكائها لأن القطار قد فات.. تتقارب زفرتي آه من قلب أنوار.. تندب غلطتها التي لا تُغتفر حين كانت ترفض كل من جاء لخطبتها باحتقار كانت جميلة تتباهى بعدد الخُطاب.. هناك عند بوابة أحلامها رجلُ من الخيال تمني نفسها به لأنها ببساطة كانت تنظر لنفسها وكأنها أميرة الأميرات.. بالأمس كانت جميلة متسلطة لكنها اليوم منكسرة متعثرة تعض أصابع الندم لأن القطار قد فات.. فات.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *